عمان - وكالات
أصدرت الهيئة العربية للمسرح كتاباً احتوى بين دفتيه على ثلاثة نصوص لأوغست سترندبيرغ، ترجمها عن اللغة الأم د. فاضل الجاف «عراقي- سويدي» مخرج ومدرب وباحث مسرحي، نال درجة الدكتوراه في العلوم المسرحية من أكاديمية الفنون المسرحية، سانت بطرسبرغ- روسيا، ودرس ودرب في العديد من الجامعات الأوروبية. ما زالت نصوص أوغست سترندبيرغ الكاتب السويدي الذي ولد عام 1849 محط اهتمام المسرحيين، ومثيرة دهشة النظارة والقراء، خاصة وأنه ينبش بقوة وقسوة في دواخل النفس الإنسانية وصولاً إلى مكاشفة صادمة، فلقد نهل سترندبيرغ من معاناته في حياته الخاصة وجعل منها مادته الخصبة. يجد القارئ في هذا الكتاب ثلاث مسرحيات «البجعة– اللعب بالنار– السموم» مما يعرف بمسرحيات الغرفة، وهو طراز أبدع فيه المؤلف الأسوجي الشهير أوغست سترندبرغ (1849-1912). وقد ارتبط مفهوم مسرح الغرفة في البداية بتجربة «المسرح الحميمIntima teatern» الذي أسسه سترندبرغ عام 1907م متأثراً بتجربة المخرج الألماني «ماكس رينهرت» في ابتكاره هذا النوع من المسرح. إن مسرحيات الغرفة التي كتبها سترندبرغ منذ عام 1907 هي تحديداً مسرحياته «العاصفة، سوناتا الشبح، البجعة، الأرض المحروقة». لكن مفهوم مسرحيات الغرفة تجاوز في ما بعد حدود تلك التي كتبت أساساً لـ»المسرح الحميم»، ليشمل جميع المسرحيات القصيرة ذات الفصل الواحد مثل «الأنسة جوليا، السموم، الدائنون»... والتي كتبها سترندبرغ قبل تأسيسه «المسرح الحميم». الهيئة العربية للمسرح إذ تقدم هذه الترجمة لنصوص سترندبيرغ فإنها تسعى للمساهمة في رفد المكتبة المسرحية العربية بابداعات هذا الكاتب من خلال جهد أدبي رفيع في الترجمة عن اللغة الأم مباشرة، لمسرحي له باع طويل في المسرح إبداعاً وتنظيراً وتأطيراً علمياً وعملياً، الدكتور فاضل الجاف، مما يخلق مساحة مشتركة مع الآخر للمعرفة والخبرة والتلاقح في مستوى ما أبدعه دون أن تفقده الترجمة روحه وملامحه.