صدر حديثاً عن دار "العين" للنشر والتوزيع كتاب "بلاغة النص التراثي" والمشرف عليه الدكتور محمد مشبال. وجاء على غلاف الكتاب أن هذا الكتاب يتضمن مقاربات بلاغية حجاجية لأنواع مختلفة من الخطابات؛ الخطبـة السياسيـة والرســائل والوصايــا والصــور الشخصية والخبر والمقال النقدى، ولعل اعتبار الإطار النوعى فى تحليل الخطاب أن يوسع مفهومى البلاغة والحجاج؛ فمن النتائج المترتبة على هذا الاعتبار، ألا يقتصر التحليل على رصد السمات البلاغية والتقنيات الحجاجية التى تبلورت فى النظرية البلاغية ونظرية الحجاج، فلهذه الخطابات خصوصياتها النوعية التى ترفد التحليل بسمات بلاغية حجاجية مختلفة، تبلورت خارج حدود هاتين النظريتين، وهذا يفيد أن ربط البلاغة بتحليل الخطابات فى سياقاتها النوعية المختلفة، إجراء يقود بالضرورة إلى الاستفادة من نظريات أخرى فى تحليل النص، فالحوارية، بوصفها سمة بلاغية حجاجية تسم عديداً من النصوص، مفهوم تبلور أساسا فى الشعرية أو فى نظرية الرواية، بيد أنه أصبح مثمراً فى التحليل البلاغى الحجاجى للخطابات، ومن هنا جاز للبلاغة أن تستعيره وتؤصله ضمن مفاهيمها النظرية وإجراءاتها التحليلية، ويصدق هذا أيضا على الوصف والسرد وغيرهما من الأشكال الخِطابية التى تبلورت خارج تخوم الحقل البلاغى بالمعنى المدرسى الدقيق.