بيروت ـ رياض شومان
صدرعن "الدار العربية للعلوم - ناشرون"، كتاب جديد حمل عنوان : "رفيق الحريري مجدد القرن الخامس عشر الهجري" لرئيس"الاتحاد الاسلامي للخدمات الاجتماعية". في كندا ، يوجز خلاصة دراسته التي وضعها في كتابه بسؤال: "قد يسأل أحدهم: ما علاقة الحريري بتجديد السنن؟ وهو ليس بشيخ معمم، أو فقيه جهبذ كالسائد اليوم في مجتمعاتنا والمتعارف عليه عند ثلّة من رجال العلم والاجتهاد". ويعدد سنو أبرز أسماء المجددين في التاريخ على مدى السنوات الهجرية: "ابن شهاب الزهري، محمد بن سيرين، السيوطي، ابراهيم بن حسن الكردي الكوراني، العلامة محمد الأنصاري اليماني، حسن البنا وغيرهم..."، مضيفا: "في رأس السنة الخامسة عشر الهجرية ظهر الحريري مجددا في مجالات شتى بينها الخيرية والتنموية والاقتصادية والتربوية والسياسية والوطنية والقومية...". محددا المراحل في مسيرة الشهيد الحريري: "الأولى هي عقد الأمل من العام 1979 إلى العام 1989 حين أعطى الأمل للشباب عبر التعليم وآمن بقدراتهم بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، وعقد العمل من عام 1989 إلى عام 1999 وقد شهد العالم كله على إنجازاته، وعقد الغدر من العام 1999 إلى العام 2005 والذي بدأ بالعزل والاقصاء وانتهى بجريمة الاغتيال". ويوضح: "وقد ذكر العلماء أن المجدد يموت في أول المئة، والحريري اغتيل في الفترة الزمنية الأولى للقرن". أما نواحي التجديد لديه فيختصرها بـ: "التربية والتعليم، المجال السياسي والمجال الاقتصادي". و في الكتاب أيضا الذي قدّم له الشيخ خلدون عريمط، نبذة موجزة عن حياة الرئيس ونشأته في بيئة متواضعة أيام "كان يتقاضى خمس ليرات حصاد عمله في بساتين الجنوب. ومن قاطف حمضيات واصل بناء مدماك"مستقبله" ليحصل على شهادة التوجيهية المصرية في العام 1964. وبفعل عدم تمكنه من البقاء في مصر لحاجته الى المال، التحق بكلية التجارة في جامعة بيروت العربية عام 1965 ليعمل محاسباً في دار الصياد ومصححا في جريدة الأنوار ليلا". ويربط سنو بين تعاطف الرئيس الشهيد مع القضية الفلسطينية وحادثة في صغره: "عندما لجأ الفلسطينيون في العام 1948 إلى صيدا، لم تغب عن ذاكرته صورة طفلتين فلسطينيتين كانتا تأكلان من ورق الشجر لمواجهة الجوع". وبعد أن انضمّ الى حركة القوميين العرب وعمل في مجلة"الحرية"، كان ينام في مقر هذه المطبوعة في بعض الأحيان، وعلى الأرض فوق ثلاثة حرامات. وبالنظر الى كبر حجمه، كان يكلّف في التظاهرات بحمل بعض الرفاق. وعمل بمعاونة صديقه محمود كوكش في العام 1961، بتهريب بعض أعضاء حركة القوميين العرب من السجون السورية. وكان الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش، واحداً من هؤلاء بالاضافة الى عدد من الضباط الناصريين. ومن عبارة جمال عبدالناصر: "إرفع رأسك يا أخي"، وجد بطله فانضم إلى حركة القوميين العرب، وكان معها"بالروح وبالدم وبالجسد". و"بين الأعوام 83 و85، نظّم الحريري ومعه محمود كوكش فرقة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان. بلغ عدد هذه المجموعة مئة مقاوم، استشهد من بينهم تسعة وجرح أحد عشر وأسر واحدا. وإثر الإعلان عن الحاجة إلى معلمين، بلور خياراته بالسفر باتجاه السعودية ليصير لديه ثلاثة التزامات: لبنان، العروبة والمملكة العربية السعودية". وكذلك "احتلّ الاقتصاد حيّزاً أساسياً من وعيه القومي، بخلاف كثيرين ممن كانوا يغفلون هذا العنوان لمصلحة القوة العسكرية فحسب، لم يفهم العروبة باعتبارها موقفا فحسب، بل باعتبار أنّ الاقتصاد القومي والنمو هما السلاح الأمضى في العمل القومي". في الحادي والثلاثين من تموزالجاري سيتجمع في نقابة الصحافة الباحثون وجيه فانوس وأمين فرشوخ والشيخ عريمط بالاضافة إلى نقيب الصحافة محمد البعلبكي للتباحث في ما يطرحه الكتاب. وبانتظار ذلك الموعد يجول المغترب العائد في مدينته مشاكساً: "باعتباري ابن المزرعة يحق لي حين بلوغي باحة المبنى الذي أقيم فيه أن لا تعترضني الدشم، وأن لا تلاحقني عيون الشباب الحزبيين الذين يراقبوني بفضول ويتابعون حركتي باعتباري لست منهم، في حين أنهم ليسوا من تلك المنطقة وهم الغرباء وأنا المولود فيها". يستطرد سنو قليلا قبل أن يختم: "لكني عدت لأحارب كل تلك المظاهر الغريبة عن مدينتي بيروت. أحارب بسلاح رفيق الحريري: الموقف والكلمة الجريئة. وفي هذا السلاح لا دماء وإنما تحصين للعيش المشترك ورفض لمنطقي السلاح و"القوي بيحكم. يذكر ان عبد الحميد سنو مغترب لبناني حائز على إجازة شرعية في أصول الدين وأخرى في الحقوق وماجستير في العلوم السياسية، بالاضافة الى عمله في القضاء الشرعي في سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة الاميركية، تنقل بين ثلاثين ولاية قبل استقراره في كندا.".