عمان ـ وكالات
«الثورة المجهضة: دراسات في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية» كتاب صــدر عــــن المؤسسة العربية للدراسات والنشر للكاتب الفلسطيني ماجد كيالي. وهو يتألف من أربعة فصول، وخـــاتمة. الأول: صعود وأفول الــهوية الـــوطنية والكيانية السياسية للفلسطينيين. الثاني: إشكاليات المقاومة والــــعمل المســـلح. الــثالث: إشكاليات التسوية والمفاوضة. والرابع: إشكاليات النظام السياسي وتوليد حركة وطنية جديدة. وجاءت الخاتمة تحت عنوان: السؤال الفلسطيني عن البديل. وينطلق الكتاب من افتراض مفاده أنّ التجربة الوطنية الفلسطينـيـــة، بما لها وما عليها، لم تحظ بمراجعة نقدية استراتيجيــة، على رغم خطورتها وتعقّد قضايــاها وتـــنوّع أشكالها، ومـداخلاتها الدولية والإقليمية، وعلى رغم امتدادها ما يقارب قرناً من الزمن. فإذا استثنينا الجهود الفردية لبعض الكتّاب أو الباحثين، وجهود بعض المؤسّسات المتخصصّة، فإن الهيئات الرسمية لم تشرع، في أي مرحلة من المراحل، في دراسة التجربة الفلسطينية، وتقويم مساراتها وخطاباتها وبناها وأشكال عملها، لاستنباط العبر المناسبة منها. وفي شكل عام، فإن هذه الساحة ما زالت تفتقر الى أية دراسة تتناول تجربتها السياسية أو العسكرية أو التفاوضية أو التنظيمية، أو تجربتها في المقاومة أو في التسوية، وكذلك تجربتها في الأردن او لبنان او في الاراضي المحتلة بعد اقامة السلطة (1993). هكذا، باتت ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها على الفلسطينيين على كياناتهم السياسية، ومنها: هل ما زالت القوى السائدة قادرة على حمل المشروع الوطني؟ وهل المعطيات التي تأسّست عليها تلك الـــقوى، بشعاراتها وبناها وأشكال عملها، ما زالت صالحة، على ضوء النتائج، والتغيرات والتحولات العربية والدولية والفلسطينية والإسرائيلية؟ وهل الخيارات السياسية والكفاحية ما زالت صالحة، ام ينبغي البحث عن خيارات اخرى بديلة او موازية؟ في هذا الكتاب: «الثورة المجهضة»، ثمة محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة من خلال الدراسات التي يضمها، علماً ان هذه المحاولة لا تدّعي امتلاك الحقيقة بقدر ما تتوخّى حث التفكير السياسي النقدي، ولا تحاول تقديم الأجوبة الجاهزة بقدر ما تحاول توليد الأسئلة، والبدائل، التي تتولّد عن الطبيعة المعقدة لقضية الفلسطينيين في صراعهم الطويل والمديد مع المشروع الصهيوني، ووليدته اسرائيل.