الدوحة ـ وكالات
على هامش الدورة الثالثة والعشرين لمعرض أبو ظبى الدولى للكتاب، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة ديواناً شعرياً مترجماً عن اللغة الألمانية للشاعر الألمانى كلاوس رايشرت بعنوان "وجه فى الغيوم"، نقله إلى العربية مصطفى السليمان. يتضمن الكتاب المجموعة الشعرية الأخيرة لهذا الشاعر، الذى يتناول فى قصائده حالة "البين بين"، التى يمر بها الإنسان حين يسمع اسمه وكأنه ثقيل على مسمعه، يوحى له بأنه غريب على هذه الحياة وتائه كقطيع ماشية يعبر متاهات شاسعة. ولا يبتعد رايشرت فى قصائده عن الطبيعة رغم حالة التشاؤم والتأمل الدائم التى تخيم على نصوصه، فها هو يتحدث عن الطرقات التى يراها من على متن السفينة التى تمخر فى المحيط، وثمة غابات وجبال متعرجة وخرائب، يربطها بحكايات السندباد، يسوق الشاعر أفكاره المبعثرة، ليروح بالقارئ بعيداً إلى حلم غريب. كيف لا يكون الأمر كذلك وكلاوس رايشرت هو أستاذ الأدب الإنجليزى فى جامعة فرانكفورت ماين الألمانية، التى تحمل اسم الشاعر الألمانى الكبير غوته، على مدى 30 عاماً ومترجم شكسبير وهو من أعاد ترجمة نشيد الإنشاد إلى اللغة الألمانية ونال عليها جائزة أدبية. وربما من هنا جاء تأثر كلاوس رايشرت بحضارات الشرق وأساطيره، إضافة إلى زياراته للشرق. وفى حديث خاص حول مشروع "كلمة" ذكر الشاعر الألمانى كلاوس رايشرت أنه يكن كل التقدير لهذا المشروع الطموح ويدعو للمزيد من مثل هذه المشاريع الأدبية المهمة التى تقرب الثقافات والشعوب من بعضها البعض وتعرف المرء بوجه الإنسانية الأجمل المتيم بالتسامح والمحبة والسلام والاعتراف بالاختلاف وبالآخر، الذى هو الذات أيضاً.وأضاف رايشرت: "إن مشروع "كلمة" يبذل جهوداً كبيرة وجبارة من أجل الثقافة والأدب العالمى، ويتميز بأنه ينقل للثقافة العربية مئات الأعمال الأدبية المهمة من مختلف اللغات، ليوفر مكتبة أدبية وعلمية ضخمة للقارئ العربى وهو أمر ليس باليسير، إن المشرفين على هذا المشروع والعاملين فيه والمترجمين والمترجمات يستحقون كل التقدير على عملهم وجهودهم".وحول الترجمة من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية قال الشاعر رايشرت: "لقد قام مشروع "كلمة" بترجمة أعمال أدبية كبيرة وفى مدة قصيرة، تعتبر من أهم ما أنتجه الأب الألمانى الحديث، وقد كانت النصوص التى تم اختيارها سواء من أدب الأطفال أو الناشئة أو الشعر أو النثر تنم عن معرفة دقيقة بخيرة الأعمال الأدبية، التى تعبر حقاً عن غزارة العطاء الأدبى الألمانى واهتمام القارئ العربى بذلك".وأضاف بأن مشروع "كلمة" لم يوفر إمكانية التواصل والحوار بين الأدب العربى والألمانى وحسب، بل قام بدعم التواصل بين الأدباء والنقاد من الثقافتين العربية والألمانية. وقد لعب الدكتور على بن تميم مدير مشروع "كلمة" للترجمة دوراً مميزاً فى توفير أفضل مناخات للحوار بين الأدباء العرب والألمان من خلال برامج مشروع "كلمة".وعبر الشاعر رايشرت عن سعادته بصدور الترجمة العربية لديوانه الشعرى "وجه فى الغيوم" عن مشروع "كلمة". ولد كلاوس رايشرت عام 1938 فى مدينة فولدا بألمانيا وهو أستاذ الأدب الإنجليزى والأمريكى فى جامعة يوهان فولفغانغ غوته بفرانكفورت/ماين. ويعتبر من أهم الخبراء فى هذا المجال.، لى جانب دواوينه الشعرية الثلاثة، يعد رايشرت المترجم المتميز لروايات بيرت كريلى ووليم شكسبير وجون كيج. حازت ترجمته لـ (نشيد الإنشاد) على جائزة مهمة. يشغل كلاوس رايشرت منصب رئيس الأكاديمية الألمانية للغة والشعر وله دور مهم فى مجال الحوار الثقافى العربى الألمانى. ولد مترجم الكتاب مصطفى السليمان عام 1960 فى الأردن، درس فى الجامعات الألمانية ببرلين وماينتز وغرمرسهايم، حيث حاز على شهادة الدراسات العليا فى اللغات التطبيقية، يعمل حالياً أستاذاً للترجمة الفورية فى جامعة يوهانس غوتنبيرغ فى غرمرسهايمز، عمل مترجماً فورياً فى وزارة الخارجية الألمانية وقبلها أستاذاً للغة والثقافة العربية فى جامعة باساو بألمانيا، ترجم من الألمانية الكثير من الدواوين الشعرية إلى اللغة العربية وأعد أنطولوجيا شعرية للغة الألمانية وله أبحاث مهمة منشورة حول أدب المهجر