القاهرة ـ وكالات
"كشف تعامل الإسلاميين مع الثورة، حتى من قبل أن تشتعل شرارتها يوم 25 يناير 2011م، عن أزمة فكرية وحركية حقيقية يعانيها هذا الفصيل المهم والرئيسي في الساحة المصرية، وهي الأزمة التي شعر بها "الثوار" أكثر من غيرهم، وتكفلت الأحداث والوقائع التالية لتنحي حسني مبارك بالتأكيد عليها". بهذه الكلمات، يستهل الباحث الشاب محمود عبده كتابه الجديد، الصادر منذ أيام بالقاهرة تحت عنوان "أزمة الإسلاميين بين الثورة والسياسة".يتناول الكتاب بالتحليل أداء الإسلاميين السياسي في الفترة التي تلت خلع الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ويرصد مجموعة من الأزمات التي يعانيها الإسلاميون في أدائهم السياسي، مثل: الميل لإبرام الصفقات السياسية، وإخلاف الوعود والتعهدات، والتعالي، والحرب على التاريخ، وغياب المرجعية الواحدة، وأزمة التعامل مع الغرب والكيان الصهيوني. ويعود الباحث بتلك الأزمات الحركية لأزمات بنيوية في الفكر السياسي الإسلامي، تتجلى في : أزمة التاريخ، وأزمة الفقه، وأزمة الشريعة، وأزمة الرؤية الاقتصادية، وأزمة التنظيم. الكتاب ـ رغم موضوعه العميق ـ يتسم بأسلوبه المبسط، ولغته السهلة، وهو زاخر بالأمثلة والوقائع، التي تدعم تحليلات الباحث، وتؤيد فرضياته، وهو يعد محاكمة فكرية من باحث شاب للخطاب السياسي الإسلامي الراهن. الكتاب يقع في 150 صفحة من القطع الكبير، ومن إصدار دار "هلا" بالقاهرة.