القاهرة ـ وكالات
صدر حديثًا عن دار كلمات للنشر والترجمة، النسخة العربية من كتاب "أخلاقيات الرأسمالية" للدكتور "توم جى بالمر" نائب الرئيس التنفيذى للبرامج الدولية بشبكة أطلس، والمشرف على عمل الفرق التى تعمل حول العالم على نشر مبادئ الليبرالية الكلاسيكية، وفى هذا الكتاب وتحت عنوان فرعى يهدف المؤلف أن يقدم للقارئ "ما لن يخبرك به أساتذتك" حول الانتقادات الموجهة لرأسمالية السوق الحر من خلال قراءات لماركس ولسومبارت ولرولز ولساندل، بالإضافة للحجج المناهضة لرأسمالية السوق الحر أكثر قرأه غالبية أعداء رأسمالية السوق الحرة أنفسهم. ويضم الكتاب مجموعة من المقالات التى ألفها كُتاب يأيون من مجموعة متنوعة من البلدان والثقافات ومن مهن ومدارس فكرية متنوعة، عن "أخلاقيات الرأسمالية"، وهى ليست مقتصرة على الفلسفة الأخلاقية المجردة، بل تعتمد أيضًا على علم الاقتصاد والمنطق والتاريخ والأدب، وغيرها من مجالات المعرفة. علاوة على ذلك، تتناول المقالات "أخلاقيات الرأسمالية" لا أخلاقيات التبادل الحر فقط. فمصطلح "الرأسمالية" لا يشير إلى فقط إلى أسواق تبادل السلع والخدمات، الموجودة منذ قديم الزمن، لكنه يشير إلى نظامٍ، من الابتكار وتكوين الثروة والغير الاجتماعي، جلب لمليارات البشر رخاءً لم يخطر ببال الأجيال السابقة. فـ"الرأسمالية" نظام من القيم الثقافية والروحية والأخلاقية. وهى تشير لنظام قانونى واجتماعى واقتصادى وثقافى يتبنى المساواة فى الحقوق و"إتاحة فرص العمل أمام المواهب" ويستحث على الابتكار اللامركزى وعمليات المحاولة والخطأ، وهو ما أسماه الاقتصادى جوزيف شومبيتر "التدمير الإبداعى" من خلال العمليات الطوعية للتبادل السوقى.ومع أن بعض الفلاسفة وأبرزهم الماركسيون يسخرون من الرأسمالية بوصفها مذهبًا ماديًا، مع أنهم أنفسهم من الموالين للمذهب المادى، فإن الرأسمالية فى جوهرها مشروع روحى وثقافى أيضًا، وكما ذكرت المؤرخة جويس أبلباى فى دراسة حديثة لها بعنوان "الثورة القاسية: تاريخ الرأسمالية": "لما كانت الرأسمالية نظامًا ثقافيًا، وليست نظامًا اقتصاديًا وحسب، يستحيل تفسيرها من خلال العوامل المادية وحدها".