رغم الكثير من العوائق وعدم جدّية بعض المثقّفين في التّعاطي مع المشاريع الثّقافيّة عموما بالإضافة إلى الظروف المادية والمعنوية التي تقف أمام استمرارية إصدار كتاب دوري صدر عن دار البراق للنشر والتوزيع في تونس العدد الأول من الكتاب الثقافي (الشاعر) يحتوي على ما يقارب 30 كاتبا وشاعرا من تونس ومن العالم العربي ويقع الكتاب في 217 صفحة من القطع المتوسط. وهو كتاب فصلي يصدر 4 مرات في السنة يجمع بين الكتاب العرب من تونس ومن العالم العربي حسب قول رئيس التحرير نصر ساميومما جاء في مقدمة الكتاب : يكون الكتاب الفصليّ عادة في خريف العمر حين تطرح شجرة الحياة ثمارها ولكنّ حياة الشّاعر لا تقاس بالأعوام وشجرته شجرة لا زمنيّة، لهذا رأينا أن نبدأ بإصداره الآن وأن نلقي به غضّا أمام المبدعين وأن نواكب معا تحوّلاته المقبلة كما ورد في المقدمة أيضاً أنه ليس كتابا شخصيّا وإن حرص على متابعة الإغواء اللّذويّ الخاص لعوالم الذّات الرّائعة. وليس للشّعر فقط وإن حرص على التقاط الشّعر في كلّ صنوف الإبداع. وليس فضاء جيل بل هو فضاء لتلك النّار الخالدة التّي تخترق الأجيال والأمكنة وهو بعد ذلك كلّه تجربة لا تدّعي شيئا بل تطلع ياسمينها النّاعم وتلوّح بيديها في وجه الظّلام والخوف مستعيدة تلك الصّرخة الخالدة: "ارحل"...وهذا الكتاب ينتصر للجودة لا للنّوع، يهتمّ بالتّقنية ولا يحبّ برودتها القاسية وقيودها المتعالية، ينتصر للعميق ولكن أيضا للّعين والمنسيّ والمرفوض. ولا يحبّ تلك النّظرة الأخلاقويّة للإبداع بل يتحرّك خارجها حيث التّفلسف والتّفكّر والحيرة والقلق والمعارف العاصية والزّيغ والقطائعكما وردت في المقدمة دعوة بكلّ نصّ رؤيويّ إشكاليّ عصيّ صعب وبالنّصوص غير القلقة في نوعها حرّة كانت أو نثريّة أو غيرها طامحين إلى نشر الدّراسات النّقديّة..وفي ختامها جاء : نتوجّه بالشّكر لكلّ من آمن بفكرة كتاب الشّاعر من أصدقائنا الكتّاب الذّين يعود إليهم الفضل الحقيقيّ في تحوّل هذا الحلم إلى حقيقة ونشكر دار البراق كما نتوجّه إلى وزارة الثّقافة بالشّكر لما نجده منها من دعم لمجمل أعمالنا ولما نتوقّع، آملين، من تشجيع لهذه التّجربة الوليدة .. كما بدأ الكتاب بمقدمة لرئيس التحرير نصر سامي الحاصل على الأستاذية في اللّغة والآداب العربيّة من كلّية الآداب بمنّوبة بتونس وعلى الماجستير ببحث حول الجسد في شعر محمود درويش بإشراف الدّكتور العادل خضر. ويجهّز دكتوراه بعنوان الشرّ السياسي في شعر محمود درويش.