القاهرة -صوت الامارات
«لا... تعني لا- تعلّمي أن تدافعي عن نفسك» كتاب تتأرجح هويته بين الفن والرياضة وأسلوب الحياة. فكرته غريبة، لكنها خارجة من صميم واقع ذكوري. وفيه يُقدّم كاتبه دافيد شعنين، وهو خبير في السلامة الشخصية ومؤسس التايكواندو في لبنان، فن دفاع المرأة عن نفسها، عبر الكلمة والصورة.
يختار المؤلف مواضيع وتقنيات معدّة خصيصاً للمرأة، بما يتناسب وقدراتها الجسدية والنفسية. وهو يقوّي ثقة المرأة بنفسها وبقدرتها على مواجهة ظروف طارئة قد تنال من كرامتها وإنسانيتها، داخل المنزل أو خارجه. فيأتي كتاب «لا... تعني لا» (دار هاشيت- أنطوان)، الصادر ضمن سلسلة «حياتيات»، ليُنافي مقولة «لسان المرأة سيفها» التي كانت تُقال في ما مضى، لأنّ الكلام في وقتنا الراهن لم يعد كافياً. فالمجتمعات تشهد عنفاً متصاعداً، والمرأة تبدل موقعها في الأسرة والمجتمع وازدادت مسؤولياتها واستقلاليتها، فصار من واجبها أن تتعلّم كيف تُدافع عن نفسها في مواجهة كلّ من يحاول استغلال ضعفها الجسدي. وهؤلاء موجودون بكثرة في الشارع وفي مقرّ العمل وحتى داخل المنزل. فالنساء معرضات لتحرّش جنسي معدلاته في ارتفاع مضطرد، وهنّ ضحايا ما يُسمى العنف الأسري أيضاً، أضف الى ذلك محاولات النشل والاعتداء وغيرها. لذا فإنّ المؤلّف يعطي في كتابه إرشادات يمكن المرأة أن تحمي نفسها لو اتبعتها حين تعرّضها لأي محاولة، يُرفقها بصور إيضاحية تُعلمها كيف تردع المعتدي عليها وتغنيها عن التحوّل إلى فريسة سهلة. ويأتي «لا... تعني لا» ليُعلّم المرأة أن تقول لا وأن تعنيها.
وعن كتابه يقول دافيد شعنين في مقدمته: «أمضيت أكثر من ثلاثين سنة، وما زلت، في دراسة فن التايكواندو وغيره من الفنون الدفاعية وتعليمها، ممارساً فلسفتها في يومياتي، وقد صرفتُ ساعات تعليم لا تُحصى حرصاً على سلامة وصحة ابنتي وزوجتي وتلاميذي حيثما وجدوا».
«لا... تعني لا» كتاب موجّه الى المرأة كي يُعرفها على تقنيات دفاعية تساعدها على تمتين نفسيتها من خلال تفسير مقتضب لتقنيات الدفاع عن النفس. فهل يمكن هذا الكتاب الجديد من نوعه أن يُقوّي المرأة حتى تتجاوز صورتها النمطية كضحية للعنف الاجتماعي؟ هل يمكن أن يزيد مثل هذه الكتب في وعي المرأة ومعرفتها بقدراتها النفسية والعضلية؟ قد لا يكون الجواب أكيداً، لكنّ البديهي أن يساهم ولو بمقدار قليل في تعريف المرأة ببعض التقنيات الدفاعية التي تكرّس ثقتها بنفسها في مواجهة محاولات تحرّش وضرب أو حتى اغتصاب.