ديوان "مدن تسكنني"

يتواصل بوح الحروف ونبض الكلمات وسحرها في قصر الثقافة في الشارقة ضمن الأمسية الثالثة لمهرجان الشارقة للشعر العربي التي أقيمت الأربعاء الماضي، وشهدت خمس تجارب شعرية عربية، أدارها الإعلامي محمد غبريس وشارك فيها كل من: الشاعر التونسي محمد الغزي، والعُماني عمر محروس، والسعودي إياد الحكمي، واللبناني لامع الحر، والإماراتي سالم الزمر، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وجمهور كبير من المتابعين والمتذوقين للشعر.

قدم الشعراء قلائدهم التي تنوعت من حيث القالب بين القصيدة العمودية والتفعيلة، إضافة إلى النثر، لامسوا بها مشاعر الوجع والحنين بين الطين والوجد والألم، وهمس السهارى، متنوعين في مواضيعهم عبر مفردات تميزت، وبرزت فيها بيئة كل شاعر. مؤكدين بأن الشاعر المجيد هو الذي يقترب من آلامهم وآمالهم وأحلامهم.

قدم الشاعر محمد الغزي قصيدة نثرية بعنوان "كلمات"، عبر فيها عن أهمية وقيمة وجمال الفكرة والمفردة الشعرية، فيما قدم الشاعر عمر محروس مجموعة من القصائد الوجدانية، متجولاً في فضاء الحب بين العاشق وذاته، ومتناولاً دلالات حياتية، تطرق إليها الشعر معبراً، حيث قرأ من قصيدته بعنوان "نبض واحد».

أما الشاعر السعودي إياد الحكمي، فقد كانت قصائده معبرة عن نفس تواقة للبحث بعمق في المشاعر الإنسانية التي تربط الشاعر بما حوله من بشر وطبيعة ومكان، فلامس فضاءه الشعري مشاعر متعلقة بالغربة، والحب والعلاقات، متنقلاً بين الطفولة والأمومة والذكريات، وغيرها من الفضاءات الشعرية الشاسعة. وقرأ الشاعر لامع الحر مجموعة من القصائد، مجسداً فيها تفاعلاته وتأملاته الذاتية مع الكون، وأخرى تصف العلاقات بين الموجودات.

ولم يغب صوت الشعر بل توهج ألقاً وحضوراً كعادة الشاعر سالم الزمر الذي يحمل وطنه في قلبه بحله وترحاله، حيث بدأ قراءته من مسقط رأسه الشارقة، مروراً ببيروت، وصولاً إلى العواصم الأوروبية، مقدماً وصفاً جمالياً للأماكن.

ووقع الزمر عقب الأمسية ديوانه، الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة الإعلام، بعنوان "مدن تسكنني"، والذي يجمع فيه خمس عشرة قصيدة، كتبها عن المدن التي زارها، والتي مثلت له علامة بارزة في تاريخها، منها: بغداد، ودبي، وصلالة، وعجمان، ومدريد، ومصر، والفجيرة، وعمّان، وغيرها من البلدان والمدن.