عجمان - صوت الإمارات
سطر طلبة " مركز عجمان لتأهيل المعاقين " إنجازا جديدا يضاف إلى سجل إنجازاتهم الحافل بالنجاح .
ففي بادرة هي الأولى من نوعها في مراكز تأهيل الإعاقة بالدولة أطلق مركز عجمان مشتلا للزراعة المائية لإخراج ما بداخل الطلبة من إمكانيات وقدرات كامنة تتفاعل بشكل كبير وتعطي بلا توقف وذلك لتأهيلهم حتى يكونوا من الأفراد المنتجين النافعين لوطنهم.
واستطاعت أيادي ذوي الاحتياجات الخاصة في مشتل مركز عجمان حصد ما زرعت من منتجات زراعية خضراء تنوعت ما بين الخيار والقمح و الكزبرة و الخس و البقدونس وغيرها وذلك من خلال القيام بخطوات الزراعة المائية التي تقوم على أسلوب استبدال التربة بأوساط نمو مائية أو أوساط صلبة مع إضافة العناصر الغذائية إليها في شكل محلول مغذ للنبات يتم التحكم فيه بكميات المياه والمغذيات والظروف البيئية لتكون مناسبة للنمو.
وقالت صاحبة مبادرة مشروع "مشتل الزراعة المائية" منى سالم الكعبي مدربة مهنية بقسم تأهيل الذكور بمركز عجمان لتأهيل المعاقين في تصريحات لوكالة أنباء الامارات " وام " إنه من أجل دمج الطالب المعاق في المجتمع فكرنا في مشاريع سهلة وبسيطة وفي نفس الوقت حديثة خاصة لتهيئته ليكون شخصا منتجا في مجتمعه ومن ذلك فكرة الزراعة المائية وهو مشروع جديد يطرح لأول مرة على مستوى مراكز تأهيل المعاقين في الدولة وتم التعاون بشكل كامل مع وزارة البيئة والمياة التي قامت بتوفير المدربين والمهندسين والآليات والمواد التي ساهمت في انجاح هذه الفكرة وطرحها كمبادرة أولى في هذا المجال لتخدم أهداف قسم التأهيل بالمركز في تدريب الطلاب على خطوات سهلة يستطيع الطالب المعاق من خلالها القيام بمهام الزراعة المائية مع المحافظة التامة على سلامته الشخصية والمهنية أثناء العمل الأمر الذي يحقق أهداف التأهيل الإنتاجية بتسويق متنج ذي جودة خاصة ويتحمل الظروف المختلفة ومن ثم تسويق هذه المنتجات وطرحها في السوق المحلي على شكل مبيعات لها مردود وجداول انتاج مستمرة.
وأضافت أنه سبق تأهيل و تدريب الطلبة على الزراعة المائية تلقيها دورة تدريبية مكثفة في أعمال هذه الزراعة من قبل مهندسي وزارة البيئة والمياة حتى تكون قادرة على تنفيذ هذه المبادرة للطلبة بصفة مستمرة وعلى مدى سنوات وذلك من اجل التعرف على إمكاناتهم وطاقاتهم حيث اثبتوا في هذه التجربة نجاحا فائقا بكل المقاييس وأنهم يستطيعون تحمل أعباء هذه المسؤولية .. مشيرة إلى أنه تم توجيه الدعوة لأولياء أمور الطلبة لحضور ورشة عمل زراعية شاهدوا فيها أبناءهم وهم يقومون بخطوات الزراعة بكل إتقان ومهارة مما أدخل الفرحة والسرور إلى نفوس أهلهم وجعلهم يشعرون أن فلذات أكبادهم أشخاص مؤهلون بالفعل لمواجهة الحياة والناس.
وأوضحت أن بعض الطلبة قاموا بأعمال الزراعة العادية في منازلهم من زراعة وفلاحة وترتيب وتهذيب للأشجار وغيرها كما طلب عدد من العائلات التعاون مع وزارة البيئة والمياة لمساعدتها في أعمال الزراعة المائية وقد وافقت الوزارة على دعمها وتوفير بعض الآليات لتنفيذ مشاريع أبنائهم المعاقين في بيوتهم.
ونوهت إلى أن المرحلة القادمة من الزراعة المائية سيتم فيها وضع خطط تحسينية لزراعة محاصيل زراعية ذات فوائد غذائية وصحية ..مشيرة إلى أنه سيتم التوجه لزراعة الفواكه التي لا يمكن زراعتها على التربة وستتم زراعتها بطريقة مائية خاصة فواكه الدول الاستوائية والأوروبية وغيرها من دول العالم.
وأشارت منى الكعبي إلى أنه من أجل بيع المنتجات الزراعية للطلبة المعاقين تم التواصل مع بعض الجمعيات التعاونية لتسويق المنتج وبيعه في منافذها.
من جهته أكد غريب المطوع مدير إدارة المنطقة الوسطى بوزارة البيئة والمياه أن مساهمة الوزارة في تحويل مشتل مركز عجمان لتأهيل المعاقين إلى نظام الزراعة المائية تأتي ضمن جهود الوزارة لتعريف المجتمع المحلي بتقنية الزراعة المائية من خلال المحاضرات وورش العمل والإشراف التقني لفريق عمل مبادرة "إنتاجنا" الرامية إلى تعزيز الإدارة المتكاملة لاستدامة الموارد المائية وتعزيز سلامة الغذاء واستدامة الانتاج المحلي ..مشيرا إلى أن المشروع يأتي ضمن جهود الوزارة للتواصل مع مختلف المؤسسات التعليمية بالدولة للتعريف بالمبادرات البيئية ومساهمتها في المحافظة على الموارد الطبيعية للدولة.
ونوه المطوع الى أن إشراك الطلبة في الممارسات الزراعية يؤدي إلى تنمية قدراتهم بإكسابهم مهارات سلوكية وعملية تنعكس إيجابيا على حياتهم الاجتماعية ..مثمنا في ذلك مجهود مركز عجمان لتأهيل المعاقين في هذ المجال.
وقالت موزة النعيمي مديرة مركز عجمان لتأهيل المعاقين إنه تحقيقا لرؤية ورسالة وزارة الشؤون الاجتماعية في جوهرها الساعي إلى الانتقال من منهجية الرعاية إلى التنمية وتفعيل المسؤولية الاجتماعية والشراكة المجتمعية بين مختلف مؤسسات الدولة وتحقيق عملية الدمج بجعل المعاق فردا منتجا في المجتمع تم اطلاق مشتل الزراعة المائية كأول مشتل مختص بهذا النوع من الزراعة بهدف تطوير أنظمة التأهيل المهني المتبعة في المراكز واستحداث أعمال ومهن جديدة يتدرب عليها الطلاب المعاقون وهو من ضمن المشاريع التطويرية الخاصة بمركز عجمان حيث سيتم انطلاق المرحلة التطويرية التالية في قسم التأهيل من خلال مشاريع إعادة التدوير خلال العام الدراسي 2015 2016.
وتوجهت بالشكر والتقدير إلى إدارة المنطقة الوسطى بوزارة البيئة والمياه وذلك بوصفهم الداعم الأول لإنشاء هذا المشروع الذي أشرف على تفاصيله منذ بدايته وحتى خروجه إلى النور بهذه الصورة المشرفة ..مشيرا إلى أن مثل هذا الدعم يعزز فكرة شراكة المؤسسات ضمن مفهوم " أنتم شركاؤنا في التنمية" ويرسل رسالة مجتمعية بأهمية الإيمان بقدرات المعاقين كأفراد يسعون لخدمة هذا الوطن والذي ساهم بصورة ايجابية في تعزيز المهارات التدريبية لطلاب التأهيل المهني الأمر الذي يخدم توجه وزارة الشؤون الاجتماعية في توظيف قدرات ذوي الإعاقة وتنميتها في الأعمال المنتجة لتحقيق مفهوم الدمج المجتمعي لهم من خلال المشاركة الفاعلة في برامج الإنتاج والتسويق.
وأضافت أن الهدف من وراء مثل هذا المشروع هو التميز والاستمرارية في طرح المشاريع التي تخدم ذوي الإعاقة ..معربة عن شكرها لجميع الجهات والمؤسسات التي ساهمت في تنفيذ وانجاح الفكرة كوزارة الأشغال العامة ..وتمنت أن يستمر العمل من أجل ابراز هذه الأفكار الخلاقة التي ترسخ رؤية الحكومة الاتحادية 2021.
ويعد مشتل الزراعة المائية بمركز عجمان لتأهيل المعاقين أول مشتل على مستوى مراكز الإعاقة في الدولة وحقق نتائج زراعية إيجابية في الزراعة بلا تربة وهي أسلوب يعطي نتائج ملموسة وسريعة وذات جودة ويتم من خلالها استبدال التربة بأوساط نمو مائية من أجل تحقيق أقصى انتاج زراعي الأمر الذي يجعله مناسبا في كل مكان ومع مختلف الظروف البيئية.