ندوتان ثقافيتان بعنوان "النقد والرواية

أكد نقاد ورواة أن هناك فجوة بين النقد والرواية في الأدب الإماراتي، ومنطلق هذه الفجوة يعود إلى أن الكثير من الأدباء لا يتابعون الساحة النقدية التي تتناول إنتاجهم الإبداعي بالتفسير والتحليل، فيما أنحى أدباء باللائمة على النقاد لأن الكثير منهم لا يكتبون للنقد وإنما لمجرد إبراز الثغرات، واثبات قوة إمكاناتهم النقدية.
 
وحاول ضيوف الندوة الثقافية "النقد والإبداع" التي عقدت على قاعة ملتقى الكتّاب ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة د. رسول محمد رسول، ود. شهلا العجيلي، وإدارة الروائية فتحية النمر الوصول إلى حالة تكاملية بين الروائي والناقد للوصول بالأعمال الروائية الإماراتية إلى أعلى مستوى ممكن من الإبداع.

وبين د. رسول محمد رسول أن الناقد ليس ذيلًا بشريًا للمؤلف، أو ناقدًا ذيليًا يقوم بإعادة قراءة وإنتاج الرواية من جديد في عملية مجاملة لا تخدم الناقد ولا الراوي، ولا العمل الأدبي، كما أن الناقد ليس أبًا للراوي يملي عليه ما يريد بل كلاهما في مركب الإبداع سواءً، ولكل منهما تجربته وتفرده.

واستعرضت د. شهلا العجيلي مسيرة النقد، وأسسه، مبينة أن السلطة النقدية موجودة في الأساس وحاضرة في ذهنية الراوي لإنتاج عمله الإبداعي الذي يولد أصلًا لنقد الظواهر المحيطة وصولًا إلى الحل، مبينة أن لغة النقد لابد أن تكون علمية لا جارحة، وليست قولًا على نص دائمًا وإنما إستشرافية لها القدرة في إحداث نقلة حقيقية للعمل الإبداعي.

ورأت الروائية فتحية النمر أن النقد الحقيقي يسهم في ارتقاء الأدب وتطوره، مؤكدة أنه إن كان هناك إبداع حقيقي يعني وجود نقد حقيقي وبالعكس، داعية النقاد الى تحقيق روابط حقيقية مع الكتاب تقوم على التواصل والتعاون، والكتاب إلى أهمية تعزيز ثقافتهم النقدية للبحث عن مشتركات أساسها الارتقاء بالعمل الأدبي لمصاف الإبداع، كما عقدت على قاعة ملتقى الأدب ندوة "ما الذي أريد بلوغه من عملي ككاتب"، بمشاركة كل من: الكاتبة الإماراتية مريم الغافلي، والكاتبة الأميركية سيستر سولغاه، والفلسطيني صالح أبو إصبع، وأدارها محمد ولد سالم.

واستهلت مريم الغافلي الحديث عن تجربتها الأدبية، مبينة أنها اتخذت من الإمارات مادة لموضوعاتها القصصية التي تناولت التاريخ والبيئة والطبيعة والتقاليد، وبينت سولغاه أن الكتابة انتقال من روح إلى روح، وعلى الكاتب أن يجعل النص رسالة تغذي الروح ولا تهملها، ورأى أبو أصبع أن الكتابة يجب أن تعكس الوطن والحرية والديمقراطية والعدالة.