دبي – صوت الإمارات
بعد أن ترك المسرح لفترة قاربت الأعوام الثمانية، عاد الأوبرالي الإسباني خوسيه كاريراس إلى إحياء الحفلات على مسارح الأوبرا العالمية، إذ كانت محطته السبت في "أوبرا دبي"، ضمن الجولة العالمية الأخيرة التي يقوم بها.
الحفل الذي أحياه كاريراس بمشاركة مغنيتين في الأوبرا؛ وهما الأوكرانية ناتياليا كوفالوفا، والجورجية سالوم جيشيا، كان مفعماً بالحب، إذ فاض من الصوت الأوبرالي "التينور" بالكثير من كلمات الحب والأحاسيس التي اختصرت كلها بعنوان "حياة في موسيقى".
لم ترافق المغني فرقة أوركسترا كاملة، بل غنى إلى جانب خمسة عازفين، فكان لورينزو بافاج على البيانو، وماسيمو ماغري على التشيللو، بينما عزف على الكمان كل من ايرين تيلا، ووروبرتو مولينيلي، واندريا كاستنجا، وهي الفرقة التي ترافقه في حفلاته حول العالم.
واحتفلت الأوبرا بعودة المغني الإسباني في عام 2014 بجعله الحكم الذي يتربع على عرش هذا النوع من الغناء، فكانت عودته بمثابة الحلم، وهكذا كان الحفل الذي أحياه أول من أمس، تضفي عليه الأجواء الحالمة، إذ استعاد عبر الموسيقى الأوبرالية العريقة والقديمة أجمل الألحان وأعذب الكلمات، ليشيع جواً من السلام والهدوء والبهجة في نفوس الحاضرين. بدأ الحفل مع المغني الإسباني الذي قدم عرضاً مميزاً لأغانٍ قديمة، تعود إلى أكثر من قرنين، مع "لي كارديلو"، والتي يقدم فيها مشاعر تعرض الحب والخيانة، لينتقل إلى أغنية أخرى بمشاعر تحمل الكثير من السعادة والحلم والمشاعر الرقيقة.
واختار المغني أغنيات تحاكي الذكريات والطبيعة الجميلة في الربيع، والزهور المتفتحة والهواء الذي يداعب شعر حبيبته، فكانت كلها رومانسية الطابع. المميز في الأغاني الأوبرالية التي قدمها كاريراس هو كيفية تقديم المغني لها باستخدامه لطبقات صوته المرتفعة حيناً، والتي تنخفض حيناً آخر مع الموسيقى، في حين كانت الإضاءة التي تنعكس على خلفية المسرح تحاكي الأجواء الموسيقية فتتبدل إلى الأحمر مع الأغاني العاطفية، ثم تتنقل بين الألوان الأقوى حين تصبح الموسيقى سريعة.
إلى جانب الغناء الانفرادي الذي قدمه كاريراس، قدمت كل من المغنيتين، ناتياليا كوفالوفا، وسالوم جيشيا مجموعة من الأغنيات، إذ أطلت كل منهما في أغانٍ منفردة، وقدمتاها بالصوت "السوبرانو"، بينما كانت لكل منهما أيضاً أكثر من أغنية ثنائية مع المغني الإسباني، ليختتم الحفل في أغنية ثلاثية أشعلت حماس الجمهور، نظراً لجماهيرية الأغنية القديمة والمترجمة إلى أكثر من لغة.
وتميزت المغنية الأوكرانية بصوتها الرقيق، فكان حضورها عذباً فصوتها ينساب مع الموسيقى، خصوصاً أن الأغاني التي قدمتها فيها الكثير من الهدوء والرومانسية، في حين أن جيشيا تمتعت بقوة الصوت، الأمر الذي مكنها من تقديم طبقات أعلى، فطغى على الأسلوب الغنائي القليل من السرعة أيضاً، الأمر الذي وازن بين حضور كليهما، فكانت تتبدل أجواء الحفلة مع كل إطلالة.
يشار إلى أن خوسيه كاريراس ولد في الخامس من ديسمبر عام 1946، ببرشلونة. ويعد أحد أهم المغنيين الأوبراليين "التينور". بدأ حياته بدراسة الكيمياء، ثم تركها بعد فترة ليتجه إلى دراسة الغناء. حصل على جوائز كثيرة في الغناء وكذلك التكريمات، ومنها جائزة أميرة النمسا، ووسام جوقة الشرف، ووسام الاستحقاق البافاري.