عمان ـ صوت الإمارات
ينتظر الشاعر الأردني صهيب المعايطة غدا نتيجة تصويت الجمهور للتأهل للمرحلة الثانية من برنامج مسابقة شاعر المليون المخصص للشعر النبطي (الشعبي)، والذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.
وسيكون بإمكان الجمهور التصويت للشاعر المعايطة حتى مساء غد الثلاثاء عبر الرسائل النصية القصيرة (اس ام اس) من خلال بعث رقمه في المسابقة وهو 22 على الارقام التالية لشركات اورانج 99240 وامنية 98162 وزين 90237.
وشارك المعايطة في الحلقة الثالثة من البرنامج لهذا الموسم السابع إلى جانب سبعة شعراء من الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت وسلطنة عمان والتي تقام في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.
وكان الشعراء الثمانية ألقوا نصوصهم الشعرية أمام لجنة التحكيم المؤلفة من مستشار الشعر في أكاديمية الشعر في أبوظبي الدكتور غسان الحسن والكاتب والأديب والناقد الكويتي حمد السعيد ومدير أكاديمية الشعر سلطان العميمي.
وألقى المعايطة قصيدة (بترا وسيق) التي حازت على إعجاب أعضاء لجنة التحكيم، نقتطف منها: هدّيت طيري مع طيور المطاليق رجل بدوي وأكتب مشاعر طليقه ولظامي الجزلات أنا بلّة الرّيق قطفي زَهَر ذاب النّحـل في رحيقه بالقاف لـي بتـرا يسوقه لها سيق وبخـزنتي دُرّ الحـروف العـريقه صحـراي جنّه بُعدَها يـوم ما طيق لو طبعهـا قاسـي عليــّا رقـيقه ولدانها حـولي يـطوفوا بباريـق نَبيذَهـا نخب القوافـي العـتيقه أثمل جزالـه مثلها يـوم مـا ذيق كيفٍ حلال يغيّبن واستفيقه والحـور شيخات القصايد مواريق أعذب كذب وأنا عشقته حقيقه عشـق الحـرار لرمّهـا والشّواهيق عشـق بْدوي شيحـان شيّال ضيقه لو هي شحيحة ما وَلا ابها مدافيق محبوبهـا سيّـل لهـا عـذب ريـقه الشاعـر اللـي عسّ وعر الطواريق مبطــي ولا قمّـه غـدت تستشقيه خلّـى القـمم وعلومهـا للمخاليق يرسم علـى متن السّحـايب طريقه من منطلق إبداع بعد التوافيق نزّال عبقر تابعي بالوثـيقه يوم أكثر الشّعـار جو له مشافيق هــذا ولــد عمّـه وهــذا رفيقه جنّ الشعر عبدي على سيّده سيق ماني من اللي يتّقي في بريقه فرايدي من دون غاره سوابيق لا صـار غـاره مـا تفيـد العـليقه وقال عضو لجنة التحكيم حمد السعيد ان طرَقْ المسحوب الذي استخدمه صهيب محبب لدى شعراء الأردن، وهو من الطرق الجميلة جداً.
واضاف ان النص واضح في موضوعه، وجميل في مطلعه (هدّيت طيري مع طيور المطاليق/ رجل بدوي وأكتب مشاعر طليقه)، غير أن الناقد لم يجد تفسيراً لانتقال الشاعر من الطير في البيت الأول إلى الزهر في البيت الثاني (ولظامي الجزلات أنا بلّة الرّيق/ قطفي زَهَر ذاب النّحـل في رحيقه)، وكأنه نسي الطير.
كما أوضح السعيد أن الشاعر أشار إلى زملائه في المسابقة بمفردة المطاليق، وهو ما يظهر تنافس الشعراء فيما بينهم بشكل رائع، فكل من كتب عن الشعر والمسابقة لم ينقصوا من قيمة إبداع الآخرين في نصوصهم الشعرية.
ولعل الصورة الشعرية التي أبهرت السعيد تمثلت في البيت (خلّـى القـمم وعلومهـا للمخاليق/ يرسم علـى متن السّحـايب طريقه)، كما الأمر بالنسبة للختام (فرايدي من دون غاره سوابيق/ لا صـار غـاره مـا تفيـد العـليقه).
ونوه السعيد في الختام إلى أن صهيب المعايطة شارك في "شاعر المليون" في السابق، واليوم يصل إلى شاطئ الراحة ليثبت أحقيته وجدارته بما وصل إليه.
ووجد الدكتور غسان الحسن في النص جماليات كثيرة، من بينها البيت (بالقاف لـي بتـرا يسوقه لها سيق/ وبخـزنتي دُرّ الحـروف العـريقه)، وهو بيت لم يصل ربما للناس بالصورة التي أرادها الشاعر، فالبترا هي معلم أثري من زمن الأنباط، والوصول إليها يتطلب المرور بين الجبال، أي في السيق، أما الخزنة فهي أجمل معلم في المدينة الوردية الصخرة، واسمها "خزنة فرعون"، وتعتبر واحدة من معجزات الإنسان، وكأن الشاعر يريد القول: كما لدينا البترا في الآثار، كذلك عندي معجزة شعرية، ومن خلال ذلك البيت البسيط يثبت الشاعر قدرته.
أما إشارة الشاعر إلى أن صحراء الأردن جنة فهذا نابع من انتمائه لوطنه ولبيئته الخاصة، وبعد ذلك يمتد إلى تفاصيل الصورة، حيث (الولدان) وهي صورة مستلة من القرآن الكريم، ومن الجو العام للآية الكريمة في النعيم المقيم في جنة الخلد، كما أن النبيذ ليس مسكراً، لكنه يجعل الشاعر ومن يسمعه يثمل من جمال ما يطرحه، ومن معطيات الجنة كذلك (الحور).
وفي البيت الذي قال فيه الشاعر (عشـق الحـرار لرمّهـا والشّواهيق/ عشـق بْدوي شيحـان شيّال ضيقه)، فهو يقصد بـ(الرمه) وادي رم الواقع في جنوب الأردن، حيث الجبال لا تتدرج هناك، إنما تبدو وكأنها نبتت مثل (الشواهيق)، وكذلك (شيحان) تلك الجبال، وقد استعمل الشاعر كلمة (عبقر)، أي وادي عبقر، وهو مسكن الجن حسب الأسطورة، ومنهم يتم الحصول على الحقيقة.
وحين قال الشاعر (عبقر تابعي) أي إنه قائد عبقر، وهنا تكمن المفارقة، أما عندما قال (جن الشعر عبدي) فإن الشاعر يوظف الجن عبداً له.
وأشار د. الحسن إلى أن النص عالي الجودة، وغاية في الثراء، ومثقف جداً، وفيه انتماء كبير للبيئة.
وقال سلطان العميمي إن القصيدة جميلة، وثمة رمزية كبيرة جداً في عدد كبير من أبياتها المتميزة، ما يجعلها متميزة من بين القصائد، كما تحمل القصيدة مفردات ثقافية تاريخية ودينية وأدبية، وفي عدد من أبياتها تصوير مدهش، مثل: (ولظامي الجزلات أنا بلّة الرّيق/ قطفي زَهَر ذاب النّحـل في رحيقه)، بالإضافة إلى خصوصية المكان والبيئة واللهجة الأردنية التي اتضحت في القصيدة ذات الخاتمة التي اعتبرها الناقد مسك النص.
وأهلت اللجنة شاعرين سيف الريسي من سلطنة عُمان وراجح الحميداني من الكويت فيما ينتظر اثنان من الشعراء نتائج تصويت الجمهور.
وتعتمد آلية التأهل في المسابقة التي تمتد حتى السابع عشر من أيار المقبل على إمكانية أن تقرر لجنة التحكيم انتقال شاعر أو اثنين أو ثلاثة مباشرة عبر الدرجات، فيما ينتظر البقية أسبوعاً لمعرفة نتيجة تصويت الجمهور على أن يكون عدد من يتأهل عن كل حلقة بدرجات التحكيم والتصويت 4 شعراء من أصل ثمانية.