عمان ـ بترا
انحازت القصص التي قرأتها الكاتبتان مجدولين أبو الرب وسحر ملص مساء أمس في قاعة مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء الى الهموم الانسانية ووقفت على عظمة الموت وصدمته للانسان . وقرأت أبو الرب التي صدر لها من المؤلفات القصصية:( الأدرد، تشرين لم يزل، ولوحات فسيفسائية) قصة بعنوان ( في الطابق الخامس ) تعبر من خلالها عن طريقة تعامل الرجل في علاقته مع المرأة ، فيما تعرض تصورات المرأة عن علاقتها بالرجل، أعقبتها بقصة قصيرة جدا بعنوان (عصافير وأسلاك) حيث تفر العصافير مفزوعة من على أسلاك الهاتف ، لتشير من خلالها الى فداحة وقساوة الأحاديث التي تدور بين البشر والمعبرة عن أفكارهم غير السوية في أغلبها والتي تتخذ طابعا سلبيا للدرجة التي لا تحتملها تلك الطيور . كما قرأت قصة بعنوان (رسم ) والتي ترسم من خلالها لوحة متكاملة من الألم الانساني الناجم عن الحروب وما تخلفه من قتل وخراب واعاقات ولكن تبقى ارادة الانسان أصلب من كل النزعات الاستسلامية ، فيما عاينت من خلال قصتها ( حقيبة مدرسية ) تلك الفئات المحرومة من خلال قصة فتاة تعتقد معلمتها انها سارقة للنقود المفقودة بسبب تمسكها بحقيبتها، لتنجلي الحقيقة عن كيس ملىء بفتات الخبز المتبقي من الطالبات، مثلما قرأت قصص ( نزوات شيخوخة ) و( حقل ) و ( الطارق ). بدورها قرأت سحر ملص التي صدر لها من المجموعات القصصية: (شقائق النعمان، إكليل الجبل ،الوجه المكتمل ، ومن ذاكرة المكان)، قصة بعنوان ( دفء ) والتي تحكي فيها قصة فتاة فقيرة تعايش الحرمان تعمل لدى عجوز غني يمتلك أموالا لا حصر لها، في الوقت الذي ترزح فيه وامها واخوتها تحت أنياب الفقر المدقع، اذ تبدأ بالمقارنة بين الرجل وأبيها لتجد ملامح العجوز متهدلة بينما تزين النضارة قسمات والدها، فيما تنتهي القصة بمعانقة الطفلة للعجوز كتعويض عن أنواع الحرمان الذي تعيش تحت وطأته . كما قرأت قصة بعنوان ( انتهت اللعبة ) والتي تجسد فيها لغز الموت وعظمته ازاء ضعف الانسان وبراءته وألعابه الصغيرة.