القاهرة - وكالات
كانت تود أن تعرف نهاية تلك العلاقة بين الأخت وزوج أختها، كيف تستقيم الأمور حينما تغرق العائلة فى الحرام، وكيف تعلم زوجة الأخ وتساعدهم على تلك العلاقة المحرمة، ثم تذكرت أختها الطيبة "سماح" التى تعتبر أن زوج الأخت هو "أبيه مدحت" ليس أكثر وحمدت الله أن حياتها لا تُشبه ذلك المسلسل المكسيكى. وصل مدحت من الخارج فبادرته - وعيناها معلقة بالمسلسل دون أن تلتفت - عن السكر والدقيق والأرز والجبن والخبز و... إلخ. أخبرها بصوت هادئ أنه حينما ذهب ليشترى لم يجد معه مليماً واحداً يُشبه الأوراق المالية التى مع الناس الواقفين واضطر أن يترك كل تلك الطلبات ويرحل وهو لا يفهم ما حدث! حينها نظرت إليه ولم تعد تفهم هل جن زوجها أم أن الهلاوس تجعلها تسمع كلاماً لم يُقال فرددت على مسمعهِ كلماته وهى تضغط على مخارج الحروف، فكانت إيماءة رأسه كافية كى تنهض وهى تفكر أنها ستكمل المسلسل فى الإعادة لكنها الآن تود أن تفهم، ربما قرر زوجها أن يصيبها بالجنون حتى يتثنى له الزواج بأختها الصغرى متعللاً بتربية الأبناء وجنونها، ثم أبعدت ذلك الخاطر المكسيكى.. أو ربما تلك الأحداث التى تدور فى البلاد بين الأطراف المتصارعة انتهت بأن أحدهم انفرد بالحكم وغير العملة المحلية؟ لكنها أبعدت ذلك الخاطر أيضاً لأن محصل الكهرباء مر البارحة وأعطته الأوراق المالية المعتادة ولم يستغرب أو يتذمر وليس من المعقول أن يحدث كل ذلك فى يوم، بدأ وجهها يتلون غضباً لتسأله بهدوء أن يريها الأوراق المالية التى معه وحينما أخرجها وجدت أن نفس الأوراق المألوفة التى أخذها المحصل البارحة ولم يتذمر بشأنها! استدارت نحو زوجها تسأله لتستفزه ببرود عن إن كان شكله الأهبل جعل أحد تلك البرامج التى يطلقون عليها الكاميرا الخفية أن تستغله لكى يصورونه؟ ثم استدركت قبل أن يرد بأنها ستنزل لتشترى طلبات منزلهم بنفسها وإن كانت تلك أحد ألاعيبه حتى يتهرب من مسؤولياته، ستعرف كيف ترد له ما يفعل، ومشت مسرعة من أمامه وهو مذهول ويحاول الدفاع بكلمات غير مفهومة كأنه مازال يحاول تعلم الكلام. ارتدت عباية سوداء ولفت طرحة رمادية وخرجت من غرفتها لتجد زوجها مازال واقفاً كأنه تمثال شمع نسيه أحدهم هنا فمدت يدها وسحبت الأوراق المالية من يده بعنف ثم خرجت من باب الشقة وهى تغمغم أن ستفهم ما يفعله ذلك المعتوه. وصلت "السوبر ماركت" الذى على أول شارعها وشرعت فى جمع الطلبات وذهبت لتحاسب واختارت ذلك "الكاشير" الذى لا يقف عنده أحد، بعدما جمع عملياته الحسابية أخبرها بالمطلوب فمدت له بثقة ورقة مالية تغطى الحساب ويتبقى لها بعض "الفكة" حينها نظر لها "الكاشير" الشاب نظرة غير الفاهم وابتسم ابتسامة صفراء وهو يسألها هل تلك الكاميرا الخفية أم أنها نسيت وأخذت معها أوراق مالية من "بنك الحظ"..؟ حينها بدأت تصرخ فى وجهه بهيستيرية وتخبره أنه رجل مجنون بأمارة محصل الكهرباء الذى لم يعترض البارحة وبأمارة أن تلك الأوراق المالية هى ذاتها التى تأتى من مرتب زوجها منذ أكثر من عشر سنوات! جاء رجل أمن عضلاته منتفخة ليمسك بها ويخرجها من المكان بقوة وهى مازالت تصرخ بهيستيرية واستدار بعض الأشخاص ينظرون لها بلامبالاة. خرجت من المكان تترنح وتفكر بأنها تعلم أنها لم تعتزل فى بيتها لدرجة أن يتم تغيير شكل الأوراق المالية وهى لا تعلم، ثم أنها دفعت منها البارحة ومتأكدة من ذلك لأن البارحة كانت الحلقة 487 من المسلسل المكسيكى واليوم الحلقة 488، إذا هى مازالت بعقلها لكن هناك شيء يُشبه الجنون فى تلك التفاصيل. عادت للمنزل وهى مذهولة لم تجد زوجها ووجدت بدلاً منه شريطة سوداء على صورته التى فى الصالون، فغمغمت فى سرها فليذهب للجحيم ودخلت غرفتها لترتدى ملابسها المنزلية ثم عادت أمام التلفزيون لتنتظر إعادة حلقة المسلسل المكسيكى.