دمشق ـ سانا
تختلف المواضيع في مجموعة سلوكيات مرتقبة لرجل مائل للكاتب نصر محسن وتطرح قضايا اجتماعية ذات مواضيع متباينة اعتمد فيها على الرؤية الواقعية لطرائق الحياة في مجتمعات مختلفة وعبر أزمنة متوالية. في قصة سلوكيات مرتقبة لرجل مائل التي حملت المجموعة عنوانها يسلط محسن الضوء على قضية جهل المجمتع وانقسامه على بعضه عندما تختلف الآراء بين الجاهل والعارف حيث تدب الخلافات وقد جسد ذلك من خلال اعتقاد الناس بسلوكيات رجل من القرية عندما طرح نفسه على أنه رجل مبارك فابتعد عنه المثقفون والتم حوله الجاهلون. كما تنتقد المجموعة القصصية سلوكيات الإنسان داخل السجن وتعامل السجناء مع السجانين وتفشي ظواهر الاضطهاد حيث تتردى القيم داخل السجن ويسطو القوي على الضعيف نتيجة ظروف القهر التي تلم به كما جاء في قصتي زيزان ابن سكابا والعبور. ويرى الكاتب محسن أن الشخص عندما يوضع في مكان غير مناسب ويصل إلى أماكن النفوذ ويدير من خلالها شؤون الناس سينعكس غلطه وعدم معرفته سلباً على المجتمع كما في قصة هنا تحت العرش وخاصة عندما يلجأ ذلك الشخص إلى أساليب الضغط والقهر والمحاباة تجاه موظفيه للتعويض عن تدني كفاءته فيتفشى الفساد وينهار المجتمع. أما في قصة السيل فيبني الكاتب الحدث على فكرة كاذبة يطرحها أبو العبد بطل القصة وتصدق الصدف عندما يقول لأهالي القرية أن المطر سيسقط ويأتي سيل جارف فتأهبوا لمواجهته وكان ذلك قد حدث حيث يعتمد الكاتب على ابتكار حالة اجتماعية قريبة من الحالات التي تحدث في الماضي ليصور بساطة الناس. ويحاول الكاتب في قصة "هو صوتها" أن يحذر من انعكاس الخرافة على سلوك الناس وما يمكن أن يصل إليه المجتمع من نتائج سلبية نظراً لوقوعه تحت نير الجهل ومعطيات الخرافة. يعتمد الكاتب سرداً قصصياً فيه مقومات القص من بداية وحبكة وخاتمة كلها ترتكز على حدث درامي يربط الشخصيات بمصائر مأساوية أحياناً وإيجابية أحياناً أخرى. كما يعمد الكاتب إلى الالتزام بعناصر القصة ومدى متطلبات المجتمع لمواضيع قصصية يمكن أن تعود بفائدة تنويرية وثقافية وتملك القدرة على التواصل مع ذلك المجتمع دون أن يسمح للترميز والضبابية أو لأي موجة أخرى أن تخترق البنية التكوينية لقصصه معتبراً أن تطور القص يأتي عبر النتائج الإيجابية المؤدية لتطور الثقافة وتقدمها حسب ما ورد في أشكال وأساليب السرد القصصي في المجموعة. يستخدم الكاتب أنا الضمير المتكلم المرتبط بشخصيات القصة دائما بغية تفعيل الحدث المرتكز على العاطفة والمقدرة على التحكم بشخوص القصص فتصبح الأنا احدى أهم الشخصيات القابلة للتأقلم مع مناخات القصص جميعها. يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب يقع في 214 صفحة من القطع المتوسط.