«صليب الطين» رواية جديدة للزميل الكاتب إسماعيل مروة في مقاربة له للحال التي تعيشها البلاد من خلال شخصيات من الوسط الثقافي والفني تلتقي على الثقافة والإبداع وينشأ بين عدد منها علاقات إنسانية ذات أبعاد حميمية ومع تطور الأحداث في الرواية حيث تصبح الأماكن العامة والمكاتب عرضة للتفجيرات والقذائف وتتفاعل الشخصيات مع الأحداث التي تتداعى على نحو موجع.الرواية الصادرة مؤخراً عن دار التكوين تنقل كذلك نبض الناس الذي يتداعى ويتفاعل أثراً وتأثراً في أزمة البلاد من خلال علاقات شرائح اجتماعية متعددة وحجم الصدمة في تطورات الأحداث التي تصل في الرواية حد أن تذهب شخصيات في التفجيرات هنا وهناك وحجم الفقد والتأثر وسط تساؤلات مرة.مروة في «صليب الطين» يضرب على تنويعات الأوتار الإنسانية وتجذر الحالة الحضارية في ذات الوقت الذي يلفت النظر التجاذبات السياسية وتبادل الاتهام عبر تسليط الضوء على نشرات الأخبار وتداولات الإعلام التي تتعاطى بها شخصيات الرواية والتي يفقد بعضها ليس فقط ألسنتها بل حياتها أيضاً. ويأتي الحب في الرواية يشكل رافعة وأملاً كلمة سر أشبه بشيفرة تغيب حيناً وتظهر أحايين ليكون لها في النهاية كلمتها بالدرجة ذاتها التي يحظر في انفجار في وسط المدينة ليبقي الأسئلة مشرّعة في إشارات لأجوبة وأحاديث عن بدايات حياة جديدة لصليب التراب.لى غلاف الرواية نقرأ:«... وحده اللسان كان يقفز من بلاطة إلى أخرى يتمتم بعبارات لا يسمعها أحد، ولا تصل إلى السمع، وحين يضربون طوقاً حول المكان تدوس الأقدام اللسان وينزلق تحتها، ليستقر أخيراً تحت حاجز إسمنتي، تتراخى عضلات اللسان شيئاً فشيئاً، وترتاح تحت الحاجز محتفظة بما تبقى عليه من كلمات لم تبح بها تلك العجوز.وقفت غزل أمام المرآة بلباس أسود، خلفها شجرة الميلاد وكل الأمنيات عليها سوداء... وراحت تقرأ ما بين يديها من أوراق، وتحدث نفسها... حقاً إن الأحلام تفسد عندما تتحول إلى حقيقة...حياته بيدي لماذا لم أطلها ببقائي في الحلم؟ أريد ولداً يشبهه شكلاً وروحاً، لا بد أن يأتي سيأتي، إنه في سفر مؤقت.بدأت بتعليق صورها، وقصاصات ورق كتب عليها عبارات تخصها، كلها كانت تقول: «لم يعد في العمر بقية». رسمت شارة الصليب، وبدأت مناجاة يسوع في خشوع لم تعهده من قبل».