المعرض التشكيلي للموصلي

استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة معرضا تشكيليا تحت عنوان "انطباعات ملونة" للرسّام السوري محمد شوكت الموصلي، حيث ضم المعرض 40 لوحة فنية اشتغلت على مشاهد الطبيعة، وهي عبارة عن رسم باليد بالأحبار الملونة بطريقة الغرافيك .

يستعيد الموصلي في رسوماته طبيعة الأرض السورية، وخاصة مدينته حمص على شكل مشاهد للغابات والأشجار، ويقدمها برؤى متنوعة بين الفرحة والبهجة التي تشير إلى مراحل الطفولة والرؤية الانطباعية، حيث كل شيء جميل وفرح، وتبدو الأشجار بألوانها المتعددة الزاهية كأنها ترقص، وتعبر بمشاهدها الكثيرة عن ألفة المكان ورحابته واحتضانه للإنسان، وفي لوحات أخرى تتلفح الطبيعة بحزن وتبدو مشاهدها مشتتة على سطح اللوحة، كأنها تشير إلى واقع سوريا التي تمزقها الحرب، وإنسانها الذي شرد وطرد من أرضه، وأنهكته الحرب المجنونة .

اللافت في الموصلي أنه بدأ الرسم وقد بلغ سبعين عاماً وهو اليوم في السادسة والثمانين من العمر، وقد كان سبب انطلاقته في هذا العمر المتأخر أن مرضاً أقعده في الفراش، فوجد فرصة في الاختلاء بنفسه وتزجية الوقت في الرسم، ليكتشف قدراته الفطرية على الرسم وتشكيل اللوحات بقدر كبير من الحرفية، ومع شحنة من المشاعر المتدفقة التي أطلقها أسر المرض من مكامنها، ليعبر عن أحاسيسه وذكرياته بحلوها ومرها، وهو ما يشير إلى أن الفن ليس له عمر، ولا زمان لكنه إشراقة متى ما تجلت لصاحبها يسكبها في الشكل المناسب له .

ويقول أحمد حليوز رئيس اللجنة الفنية في النادي عن المعرض: "إن معرض "انطباعات ملونة" يشكل إطلالة على العالم الداخلي للفنان محمد شوكت الموصلي، ذلك الفنان الفطري الذي بلغ بإتقانه حدود الاحتراف، وتحدى مرضه وعمره الكبير وضعف جسده ليقدم عالماً من الألوان الحية التي تتدفق بمشاعر إنسانية رهيفة تسندها تجربته الطويلة في الحياة" .