لاقى معرض تشكيلي قطري للفنانين، أمل العاثم، ويوسف أحمد، استحسانا من التشكيليين ونقاد الفن والمهتمين بهذا النوع من الفن، واعتبروه من المعارض النوعية التي شهدتها الساحة التشكيلية الأردنية مؤخرا. وأقيم المعرض -الذي حمل شعار "قطر الوطن"- في جاليري، دار المشرق، بالعاصمة الأردنية عمان، برعاية السفير القطري زايد بن سعيد الخيارين، وحضور وزيرة الثقافة الأردنية، لانا مامكغ، ومشاركة واسعة من الفنانين الأردنيين والمهتمين بهذا النوع من الإبداع. ويضم المعرض الذي افتتح، مساء الثلاثاء، الماضي ويستمر حتى  4 نوفمبر المقبل 22 لوحة، منها 10 لوحات للتشكيلية أمل العاثم، و12 ليوسف أحمد، تمثل قطر بجوها وألوانها وصحرائها، كما تصف المرأة بأنها الحياة وعنصر الخلق والوجود حسب لوحات الفنانة القطرية. وقال الفنانان القطريان، وفق ملصق المعرض إن قطر مصدر إلهامهما، فإنسانها وأرضها وسماؤها وبرها وبحرها تتسرب إلى أرواحهما وتتحول في أعمالهما إلى نبع للفكر والحلم والجمال. واستخدم يوسف أحمد مواد محلية، وهي عبارة عن ورق مصنوع من سعف النخل القطري وجريده، في حين استخدمت العاثم خامات وألوانا تحمل أسرار العلاقة بين المرأة والقمر، وتحلق بها في فضاء العمل الفني لتجسد أو تساعد في إيصال الفكرة. وقالت العاثم للجزيرة نت، إنها من خلال المرأة عبرت إلى عوالم مختلفة وتطرقت في لوحاتها إلى المرأة والقمر "جسر إلى القمر"، وحاولت قدر المستطاع أن تشكل وجودا بصريا يبدأ من الحواس وينتهي بالعقل والروح. من ناحيته، أوضح الفنان يوسف أحمد، أن الأرض والرائحة المحلية تفوح من لوحاته، وقال إن النخل يعني الكثير سواء في المجال الديني أو ثقافة المجتمع لأن النخلة صاحبة عطاء لا ينضب، وقال إنه اهتدى أخيرا إلى إضافة قيمة أخرى إليها وهي استخراج الورق منها. أحمد إنه استخدم ألوانا هي عبارة عن غبار قطر وترابها اللذين يتميزان بالألوان الترابية، لذا أحبَّ أن يقدم أعماله من بدايتها وحتى نهايتها محمّلة برائحة قطر، بالإضافة إلى الحرف العربي الملازم لها منذ فترة طويلة. وبيّن أنه ليس في قطر ألوان صريحة، فلا تجد الأحمر أحمر على سبيل المثال، وإنما تجد عليه مسحة رمادية أو غبارية، فالجو مغبر والألوان تكاد تتلاشى مع هذا الجو، فلا غرابة أن يستقر هذا الجو على سطح اللوحات.