تستضيف مدينة صيدا عاصمة جنوب لبنان يوم الثلاثاء المقبل،  معرضا للإكتشافات الأثرية التي  يقدم خلاصة خمسة عشر عاماً من إخراج مخزونها التاريخي والحضاري الذي كشفت عنه حتى الآن أعمال التنقيب التي تقوم بها بعثة المتحف البريطاني في "موقع الفرير" الأثري بإشراف المديرية العامة للآثار. ويقام المعرض الذي تنظمه جمعية "أصدقاء المتحف الوطني" البريطانية - اللبنانية برعاية وزارة الثقافة ، حيث سيتسنى لزائري المعرض التعرف على حقبات صيدا التاريخية منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وما كان مجهولاً منها من خلال أهم 43 قطعة أثرية اكتشفت خلال السنوات الـ15 الماضية وبهدف التعرف على أهمية الإرث الثقافي والتاريخي للبنان، ويستمر المعرض حتى الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2013. ويتزامن هذا المعرض مع ظهور مكتشفات جديدة كشفت عنها أعمال التنقيب المستمرة من قبل فريق المتحف البريطاني في موقع الفرير، أهمها جزء من سور قديم لمدينة صيدا يعود للقرون الوسطى ، وقطعة نقدية تعود للعصر العباسي في عهد الخليفة المنصور، ورأس زجاجة ملونة تعود للعهد الفينيقي. وتقول المشرفة على أعمال التنقيب في البعثة البريطانية الدكتورة كلود ضومط سرحال : ان "موقع الفرير هو أحد أهم مشاريع التنقيبات الأثرية المُدنية في لبنان، الذي يُبرز للزوّار تسلسلاً للأحداث التاريخيّة على مدى خمسة آلاف سنة، بدءاً من نهاية الألف الرابع قبل الميلاد إلى فترة العصور الوسطى". وتضيف: "المعلومات التاريخية عن صيدا لم تكن كافية في الماضي، ولكن بعد خمسة عشر عاماً من التنقيبات التي قام بها المتحف البريطاني بالتعاون مع المديرية العامة للآثار في لبنان، تم اكتشاف حضارات تعود إلى نحو خمسة آلاف سنة وأصبحت الفترات الزمنية التاريخية كافة محددة ومحفوظة في موقع "الفرير". وأصافت:  "هذا المعرض يتفرّد بإظهار طريقة عيش أسلافنا الصيدونيّين ويعيد إحياءها فريق من علماء الآثار، وأراد المنظمون من خلاله أن يعطوا فكرة لأهالي صيدا عن هذه المكتشفات التي تمّ التنقيب عنها خلال الخمسة عشرة سنة، والتي كانت حصيلتها 1400 قطعة جهزت لعرضها في متحف صيدا المستقبلي.. لكن لن نعرض الـ1400 قطعة وإنما سنعطي فكرة عمّا حصل خلال الـ5000 سنة من خلال أهم 43 قطعة، و سيحكي المعرض تاريخ صيدا الذي هو تاريخ لبنان وتاريخ هذا الشاطئ، البحر المتوسط والمواصلات، تاريخ ناس تمسّكوا بأرضهم ولم يتركوها على مدى آلاف السنين وهذا المعرض يبدأ من حقبة الـ4000 قبل الميلاد وينتهي في العصر العباسي".