أبوظبي ـ فهد الحوسني
نظم معرض أبوظبي للكتاب، خلال دورته الحالية، معرضًا تفاعليًا عن تاريخ الطباعة وصناعة الكتاب، بعنوان "تاريخ صناعة الكتاب".
ويتتبع معرض "تاريخ صناعة الكتاب"، تطور صناعة الكتاب عبر الزمن، والمراحل التي مر بها الكتاب حتى وصل إلى شكله الرقمي الحديث، بدءًا من المخطوط وحتى أحدث تقنيات الطباعة.
وينقسم المعرض إلى عشرة أقسام تحيط بكل الموضوعات المتعلقة بصناعة الكتاب والنشر ومراحل تطورهما؛ بدءًا من الكتابة والتدوين ونشأة الخط العربي القديم وتطوره بتنوع خطوطه.
ويخصص قسم لأدوات الكتابة في الحضارات القديمة حيث تعرف الخامات المختلفة التي استخدمت للتدوين مثل الألواح والحجارة والعظام وجريد النخل والحرير والرق وغيرها، ويكشف المعرض عن اكتشاف المسلمين لسر صناعة الورق (الكاغد).
ويستعرض الأدوات المختلفة لصناعة الورق وتطورها، وخريطة انتشارها. ويقدم سيرًا لمراكز الوراقة والوراقين المشهورين، والنساخين والكتابين والخطاطين الذين قدموا إسهامات بارزة في صناعة الكتاب والنشر، وعمليات الزخرفة والتزويق والتذهيب، وأدوات ومواد الكتابة عند العرب والمسلمين.
كما يعرض لنشأة صناعة التجليد وفنه وأنواعه، بالإضافة إلى استعراض تاريخ الطباعة ونشأتها وتطورها في استعراض يبدأ من الأختام الخشبية والأحجار المنقوشة، والطباعة الحجرية واللوحية، مرورًا بالأحرف المعدنية ( Linotype – InterType) واستعمال سبائك الرصاص (Slugs)، وأخيرًا الصف الإلكتروني وتطوره، انتهاءًا بطباعة الأوفست (الألوح المعدنية) Plats.
ويرصد المعرض، أهم الأحداث في تاريخ الطباعة إذ يقدم لوحة بيانية ضخمة باللغتين العربية والإنجليزية تعرض أهم المحطات التاريخية لتطور الطباعة. وأخيرًا قسم المكتبات في الحضارة العربية والإسلامية الذي يسرد تاريخ أهم وأشهر المكتبات العربية والإسلامية في الشرق والغرب والتي ذاع صيتها في الآفاق والتاريخ القديم.
ويشارك في فعاليات المعرض نخبة متميزة من المتخصصين والخبراء في تاريخ وتطور صناعة الكتاب والخطاطين، من بينهم الخطاط أحمد فارس من مصر، وتايدا جازارفتش من البوسنة، ومليحة تباريك من البوسنة، وعمر أوندار من تركيا، والدكنور مصطفى جلبي من تركيا، و الأستاذة غولتشن أنماش من تركيا، والدكتور كاظم حاجي ميجليك من يوسنة، وسمير شكري عبدو من لبنان، وطلال هاشم من لبنان.
ويستخدم المعرض أدوات تفاعلية لتحقيق أقصى درجات التواصل مع جمهوره من مختلف الفئات العمرية والتعليمية والثقافية، وتأتي أدوات العرض شاملة لصور توضيحية وأدوات وآلات حقيقية، وتقديم لنماذج لبعض الأدوات والآلات، ولوحات بيانية، فضلًا عن أفلام وثائقية لهذه الصناعة الممتدة إلى فجر التاريخ الإنساني.
ويصاحب المعرض، ورش عمل تقدم في بعض أقسام الجناح عرضًا لبعض الحرف والأعمال اليدوية مثل الخط، والزخرفة، والترخيم (إيبرو)، بالإضافة إلى ورش وندوات تتحدث عن صناعة الورق يدويًا، وتقهيره، والطباعة الحجرية. وتقام الورشات يوميًا من الساعة 6 إلى 7 مساءًا في موقع المعرض.