أبوظبي - وام
تشهد " قمة مدن البيئة العالمية 2015 " التي انطلقت صباح اليوم في أبوظبي حضورا كبيرا يتعدى 800 مشارك يمثلون 70 دولة من مختلف أنحاء العالم .
وتتيح القمة تبادل الخبرات بين صانعي القرار والباحثين والمجتمع المدني على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.. وتهدف إلى تطوير استراتيجيات عمل تناسب المنطقة العربية والمجتمع الدولي.
وقالت كيرستين ميلر المدير التنفيذي لإيكو سيتي بيلدرز إن قمة مدن البيئة العالمية تسعى إلى تبادل المعرفة وتعزيز الممارسة والتعلم من خلال التطبيقات الإقليمية والثقافة المحلية.
وأوضحت ميلر أن إهتمامهم بأبوظبي بشكل خاص لا يعود فقط لإلتزامها بالحفاظ على البيئة عن طريق دعم الكفاءة العالية أو إضافة تكنولوجيات الطاقة المتجددة أو دعم المياه والهواء الأنظف وما إلى ذلك بل لأنها تدفع بممارسة "عزل الكربون الأزرق" والتي عن طريقها يتم امتصاص الكربون من الجو عن طريق المانجروف والأعشاب البحرية.
وأكدت أن المدن البيئية تستخدم مساحات أقل من الأراضي مقارنة بغيرها مما يتيح أستخدام الأراضي لإثراء النظم الطبيعية وغيرها من العمليات التي تشترط كثافة منخفضة وتنمية عالية الآلية وإن النهج الشمولي لتقنيات عزل الكربون الطبيعي يعمل نمطيا بالتوازي مع النهج البيئي للمدن البيئية.
ويشارك في القمة العديد من الخبراء الدوليين والعرب ويمثل الخبراء العرب حوالي 40 بالمائة من المتحدثين خلال الجلسات والتي تتنوع بين جلسات عامة يشارك فيها جميع الحضور وجلسات موازية حول موضوعات مختلفة ليتمكن كل مشارك من حضور الجلسات التي تقع في إطار إهتماماته.
من جانبها ذكرت معالى الدكتورة نادية مكرم عبيد المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا " سيداري" أن إختيار أبوظبي لإستضافة القمة هو إختيار موفق للغاية لأن دولة الإمارات صاحبة أروع قصة نجاح في المنطقة .. مؤكدة أن استضافة هذه القمة الهامة في العالم العربي ما هو إلا تأكيد على أننا لسنا بعزلة عن العالم المتعولم وأنه على الرغم من أن لنا ثقافتنا وخصوصيتنا ومطالبنا إلا أن لنا تجاربنا التي يمكن أن نفيد بها الآخرين كما نستفيد من تجاربهم" وأن هناك العديد من الإبتكارات وقصص النجاح العربية التي سيتم عرضها خلال جلسات القمة.
من جهتها أشارت الدكتورة نوال الحوسني مديرة الإستدامة بمبادرة مصدر إلى أن أبو ظبي تعرف بأنها المحرك الأول في المنطقة ولقبت مؤخرا بعاصمة البيئة العربية لإطلاقها العديد من مبادرات التنمية المستدامة مثل مدينة مصدر أكثر مجتمعات العالم استدامة والمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة والمنظمة الحكومية الدولية الوحيدة التي يقع مقرها بالشرق الاوسط.
وأكدت الدكتورة الحوسني أنه بالروح نفسه فإن مصدر تفتخر بدعم هيئة البيئة وهيئة السياحة والثقافة في إستضافة "قمة مدن البيئية العالمية" بأبو ظبي والتي تعقد لأول مرة في الشرق الأوسط ويعتبر هذا الاختيار إنجازا بالغ الأهمية وتقديرا للإلتزام طويل الأمد لدولة الإمارات العربية المتحدة بجدول أعمال الاستدامة الإقليمي والعالمي.
وأعربت عن التطلع إلى الترحيب بالمشاركين في مدينة مصدر لتعرض دراسة الحالة المتعلقة بالتنمية المستدامة وسط التحديات البيئية وذلك من أجل زيادة تعزيز الشراكات العالمية ودفع عجلة الابتكار فيما يتعلق بالتفكير الخاص بالمناطق الحضرية.
من جهته أشار الدكتور محمد صالحين أستاذ التخطيط والتصميم المتكامل بجامعة عين شمس ومستشار سيداري إلى أن استضافة القمة في الشرق الأوسط لأول مرة كان له الفضل في جذب العديد من الأكاديميين ورجال الأعمال والممارسين في المنطقة موضحا أن المشاركات من المنطقة تنوعت ما بين متحدثين من الوزراء وكبار المسئولين وباحثين ورجال صناعة وممثلين للمنظمات غير الحكومية.
وأوضح صالحين أن إختيار المنطقة العربية لإقامة القمة إختيار مدروس لما للمنطقة من تاريخ في الممارسات التقليدية للتجمعات السكنية صديقة البيئة ولتناسبها مع الآفاق المستقبلية للتخطيط والتصميم البيئي بداية من المشروعات الكبرى مرورا بالمبادرات المحلية والأبحاث وصولا إلى المنتجات المبتكرة.
ورأى البروفيسور هشام القاضي عميد كلية العمارة بجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة أن تجديد العديد من المدن العربية ضروري حتى نتمكن من إعادة تنميتها بشكل مستدام والأهم من ذلك أن نحافظ على قابليتها للنمو والإبداع في هذا العالم سريع التغير مؤكدا أن العديد من المدن في المنطقة العربية تواجه تحولات إجتماعية وبيئية كبرى تتطلب التدخل الفوري من أجل البقاء.
وأضاف البروفيسور القاضي إن التركيز السائد حاليا لمفهوم المدن المستدامة يرتكز على تحديات التكيف الطبيعي وممارسات التخفيف التي تقدمها العواصم الغربية المزدهر.. وقد وصل عدد من المدن في المنطقة لنقطة انطلاق مناخي يصعب معها العودة إلى ما كانت عليه وتحتاج إلى حلول مبتكرة عاجلة تفوق النقاش الحالي حول المدن البيئية أو المدن الذكية.
وأشار البروفيسور هشام القاضي إلى أن الحلول التحويلية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية المقترحة حاليا قد تكون قليلة جدا ومتأخرة جدا بالنسبة لعدد كبير من المدن التي تواجه اعتداءات طبيعية متزايدة أكثر كثافة وأكثر تواترا مؤكدا أن هناك حاجة عاجلة للعمل على أطر إيكولوجية ذات أبعاد متعددة لتتناسب مع الأوضاع المتعددة للبيئات الحضرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.