أبوظبي - وام
عقدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه اليوم ورشة عمل لاصحاب الفنادق لمناقشة قضية النفايات الغذائية والبحث عن سبل للحد منها في دولة الإمارات ضمن الاحتفال بيوم الأغذية العالمي للأمم المتحدة والذى يستمر لغاية 22 من اكتوبر الحالى وذلك بفندق بارك روتانا في أبوظبي بمشاركة عدد من الخبراء و المسئولين فى المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة المعنية بالتغذية بالدولة .
وناقشت الورشة أهمية الامن الغذائي وتقليل الحد من الهدر الغذائي والحلول و الأفكار الممكنه بحضور عدد من ذوي المعرفة في قطاع توريد الأغذية للاستفاده منها لإدارة المخلفات الغذائية وعمل برامج توعويه للمدارس باهمية المجافظة على الغذاء وعدم الاسراف فيه الى جانب تنظيم حملات توعوية وارشادية للمزارعين والمستهلكين في محتلف دول العالم للمحافظة على الموارد الغذائية من خلال مقاطع فيديو وأفلام قصيرة تم عرضها خلال ورشة العمل وسيتم عرضها في مختلف دور السينما المحلية والتجارية في الدولة وخارجها.
وتقدر "الفاو" من خلال احصائية لها للعام الحالي بأن ما يقارب ثلث الطعام المنتج للاستهلاك الآدمي في العالم يتم فقده أو هدره كل عام أي إجمالي 1.3 مليار طن وهو ما يساوي تقريبا 1 تريليون دولار أمريكي ويكون هذا الهدر الغذائي بمثابة فرصة ضائعة لتحسين الأمن الغذائي العالمي وكذا التخفيف من الآثار البيئية وتحسين استخدام الموارد كي نصل بها إلى الاستخدام الأمثل.
كما يوجد 900 مليون شخص جائع في جميع أنحاء العالم وفي ظل الاتجاهات الحالية للإنتاج والاستهلاك سيكون الإنتاج الغذائي العالمي في حاجة للازدياد بنسبة 60 بالمئة بحلول عام 2050 وذلك لتلبية الطلب العالمي اذ ان هدر الأغذية يؤثر على قدرة العالم لضمان وجود ما يكفي من الطعام لكل الأشخاص.
واشارت المنظمة الى ان الحبوب المفقودة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى "أفريقيا السوداء" وحدها من الممكن أن تقوم بتلبية الحد الأدنى من متطلبات الغذاء السنوية لعدد 48 مليون شخص ..مشيرة الى ان إجمالي الهدر الغذائي في البلدان الصناعية يبلغ حوالي 222 مليون طن سنويا وهو ما يعادل تقريبا إجمالي الإنتاج الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والذي يبلغ 230 مليون طن.
وذكرت " لدينا جميعا دورا هاما لنلعبه في تقليل الفاقد من الغذاء والمهدر منه" .
ويتم حاليا فقد 30% من الحبوب و40 - 50% من المحاصيل الجذرية والفاكهة والخضروات و20% من البذور الزيتية واللحوم والألبان و20% من الأسماك وذلك نظرا لسوء النقل والمعالجة أو لفقدها في جزء السلسلة الخاص بالمتاجر والمستهلك.
واشارت المنظمة الى ان هناك تشابه في نسبة المهدر من الغذاء في الدول المتقدمة والنامية ولكن الاختلاف يكمن في أين يحدث هذا الهدر ففي البلدان النامية يحدث هذا الهدر بشكل أكبر في الجزء المرتبط بالمنت ج والنقل أما في البلدان المتقدمة يحدث هذا الهدر من قبل المتاجر والمستهلك.
وقالت انه على مستوى المستهلك يتم فقد 95 - 115 كيلوجراما سنويا لكل فرد في أوروبا وشمال أمريكا بينما يتم فقد 6 -11 كيلوجرام فقط لكل فرد في جنوب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا
السوداء .. ويبلغ إجمالي الفاقد ما يقارب 280-300 كيلوجرام سنويا للفرد في أوروبا وشمال أمريكا و120-170 كيلوجرام سنويا للفرد في جنوب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا السوداء .. أما
بالنسبة للإمارات العربية المتحدة فلا يوجد تقدير حالي للفاقد من الغذاء ولكن الوضع هنا من المرجح أن يعكس نفس وضع الدول المتقدمة في أوروبا وشمال أمريكا.
وأوضحت انه في الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا تقع منظمة الفاو في المقدمة وتقوم بالريادة في عمل إطار استراتيجي عن تقليل الفاقد من الغذاء والمهدر منه وهي المبادرة التي قامت
الدول الأعضاء بطلبها في أخر مؤتمرين إقليميين لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى NERC وهو المؤتمر الذي يتم عقده بشكل نصف سنوي ..مشيرة الى ان المنظمة تقوم بتطوير شبكة
إقليمية للحفاظ على الغذاء سيتم إطلاقها يناير القادم حيث ستعمل المنظمة على البحث عن أشخاص من الممكن أن يهتموا بهذا الأمر للدخول في شراكة معها .