صرح الباحث الجيوفيزيائي في شبكة رصد الزلازل بمعهد الكويت للأبحاث العلمية د. ر ضاعبدالفتاح أن الشبكة رصدت في الكويت حتى مساء أمس 9 هزات ارتدادية للزلزال الذي ضرب شرق إيران أمس الأول ، لافتا إلى أن أقوى هزة ارتدادية رصدت بلغت قوتها 5.8 درجات ، وهي اقل من الزلزال الرئيسي بدرجتين ،  فيما بلغت قوة اصغر هزة ارتدادية 3.6 درجات.  وأضاف فى تصريح صحفى أن الهزات الارتدادية التي ضربت الكويت بعد الزلزال الإيرانى مباشرة لم تحدث أى أضرار، وهذا يؤكد أن أى هزات ارتدادية قد تحدث لن يكون لها أى آثار سلبية على المنشآت والمباني في الكويت..لافتا إلى عدم وجود وقت محدد لاستمرار الهزات الارتدادية من عدمه، لأنها تختلف باختلاف قوة الزلازل ، والطبيعة التكتونية للمنطقة التي حدث فيها الزلزال.  وأشار إلى أن الآراء العلمية حتى الآن لم تؤكد وجود علاقة بين الزلزال الأول، الذى ضرب إيران بتاريخ 9 ابريل الجاري ، والزلزال القوي الذي ضربها أمس الأول، متوقعا أن يكون سببه هو الطاقة المنطلقة من زلزال 9 ابريل ، والتي حثت الجانب الشرقي من الصفيحة الإيرانية على التحرك وحدوث زلزال بقوة 7.8 درجات ، وبين أن حدوث الزلازل في هذه المنطقة ناتج عن الضغط الذي يخلفه تحرك الصفيحات التكتونية، والتي تمتد من البحر الأحمر إلى صفيحة شبه الجزيرة العربية ، التي تضغط بدورها على الطبقات الأرضية لغرب إيران وبالتالي تؤثر في شرقها.  وأشار إلى أن معرفة آثار الهزات الارتدادية للزلازل على المباني في الكويت ، يتطلب إجراء مسح ميداني لرصد أي تشققات قد حدثت نتيجتها ، مبيناً أن الهزات الارتدادية يمكن أن يصل عددها إلى الآلاف ، لكن قوتها تختلف وتكون قوتها أقل من قوة الزلزال الرئيسي، مبينا أن قوة الزلزال وتأثيره في الكويت بشكل رئيسي يحتاج إلى قاعدة بيانات شاملة عن المنشآت في الكويت من حيث بنيتها بشكل مقاوم للزلازل أم لا ، وعدد الطوابق في الأبنية وتصميمها ، ونوعية التربة وطبيعتها ، مؤكداً انه لو أن قوة الزلزال الذي ضرب شرق إيران أمس الأول ضرب المناطق الغربية منها ، لكان تأثيره في الكويت اكبر ، وقد يحدث دماراً للمباني.  وأشار عبدالفتاح إلى وجود فارق كبير بين مصطلحي قوة الزلزال وشدة الزلزال ، لافتاً إلى أن المقياسين لدى الشبكة ، لكن مقياس قوة الزلزال هو مقياس متاح يمكن رصده بسرعة على كل مستوى العالم ، وهو يشير إلى قوة الزلزال في مصدره ، لكن مقياس شدة الزلزال لا يمكن رصدها فوراً لأنها بحاجة إلى بيانات غير متوافرة في عدد من دول العالم ، لارتباطها بطبيعة التربة وكيفية تصميم المباني وغيرها من البيانات.  ومن ناحية أخرى ، أكد رئيس الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. عبدالله العنزي أن الزلازل التي تشهدها المنطقة بين حين وآخر، ربما تؤدي إلى تقليل كمية النفط المستخرجة من الآبار العاملة الآن ، بينما تؤثر من ناحية أخرى في الآبار التي نضب فيها النفط بحيث تعود إلى العمل مجددا ، نافيا على صعيد  آخر أن يشهد بحر الخليج العربي أي تسونامي نتيجة الزلازل الحاصلة ، كونه بحرا مغلقا .  ودعا الجهات المعنية في الدولة إلى التشدد في الاشتراطات والمواصفات القياسية الخاصة بالمباني المقاومة للزلازل في الكويت ، والالتزام بالكود الزلزالي في المنشآت، وأكد أهمية تنفيذ تلك الاشتراطات ، ضارباً المثل باليابان ، حيث تضرب الزلازل هذه الدولة بدرجات قياسية تصل إلى 9 درجات على مقياس ريختر ، ورغم ذلك لا تحدث دمارا بسبب الاشتراطات الصارمة التي تضعها في عملية بناء العمارات والمباني.  وطمأن العنزي المواطنين والمقيمين إلى أن الكويت آمنة نسبيا من الزلازل فهي تبعد عن الحزام الزلزالي في جبال زاجروس نحو 500 كيلو متر ، مشيرا إلى أن المعهد قام قبل فترة بإنجاز دراسة بحثية عن " تقييم مخاطر الزلازل " وافترضنا فيها أنه في حال كانت قوة الزلزال 7.5 درجات على مقياس ريختر ووقع على بعد 500 كيلو متر من مدينة الكويت فإن تأثيره على الكويت سيكون محدودا جدا ، واوضح أن الزلزال الذي ضرب  إيران أمس الأول لم يكن له أي تأثير على الكويت ، وإن كان البعض شعر به ولكنه لم يحدث أي إصابات سواء في الكويت أو دول الخليج ، مشيراً إلى أن الكويت ليست منطقة خطيرة زلزاليا ، بل قد تحدث فيها زلازل بسيطة إلى متوسطة لا تسجل أي دمار أو خطورة.