تسبب إعصار قوى فى دمار واسع بطول الساحل الشرقى للهند اليوم الأحد، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. ومع هذا، حظيت أكبر عملية إجلاء فى تاريخ البلاد شملت مليون شخص بالثناء لحفظها أرواح كثيرين.ومر الإعصار "فايلين" المصحوب برياح بلغت سرعتها نحو 200 كيلومتر فى الساعة عبر خليج البنغال ووصل إلى اليابسة بالقرب من مدينة جوبالبور الساحلية بولاية أوريسا مساء أمس السبت.وقطع "فالين" نحو 200 كيلومتر على اليابسة وخفتت حدته بصورة كبيرة اليوم الأحد، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 110 كيلومترات/ساعة. ويتوقع خبراء أن "ينهار" نظام الإعصار بحلول مساء اليوم الأحد.وتحصن ملايين الأشخاص فى منازلهم وملاجئ الوقاية من العواصف فى ولايتى أوريسا وأندرا براديش المجاورة لها خلال الليل حيث اقتلعت الرياح القوية المنازل الطينية والأشجار وقلبت السيارات المتوقفة بالشوارع.وقال مسئولو الولايتين إنهم يقيمون الأضرار الناجمة عن أكبر إعصار تشهده البلاد منذ 14 عاما. وبدأت أعمال الإغاثة والإنقاذ لتنظيف الطرق الممتلئة بالأشجار والمركبات المنقلبة وتم توزيع المواد الغذائية ومواد الإغاثة فى المناطق المتضررة.وذكر نافين باتنايك، رئيس وزراء أوريسا، للصحفيين فى عاصمة الولاية بوبانيشوار، إن " مسؤوليتنا الأساسية هى حماية الأرواح الغالية، أعتقد أننا نجحنا فى تقليل فقدان الأرواح الثمينة. حاليا، إعادة التأهيل هو تحد كبير بالنسبة لنا".وأكد جاى باندا، عضو برلمان بالولاية، أن سبعة أشخاص قتلو. كما سبح 18 صيادا، تقطعت بهم السبل فى سفينة صيد قبالة ساحل أوريسا، إلى بر الأمان.وقال إن هناك أضرارا كبيرة فى المنازل والمحاصيل والطرق وخطوط السكك الحديدية فى أربع مناطق بأوريسا خاصة جانجام وبورى- بالإضافة إلى منطقة سريكاكولام شمال اندرا براديش، وجميعها تقع بصورة مباشرة فى مسار العاصفة.وغطى الظلام مناطق كثيرة فى أوريسا جراء انقطاع التيار الكهربائى. ولا تزال رحلات الطيران والسكك الحديدية إلى المنطقة متوقفة حتى أن إدارة الأرصاد الجوية الهندية أصدرت تحذيرا من الفيضانات فى ولاية بيهار، شمالى أوريسا. ويتوقع أن يحمل فالين معه أمطارا غزيرة للمنطقة.وتسبب فالين، ويعنى " الجوهرة الزرقاء" باللغة التايلاندية، فى عمليات نزوح جماعى فى الولايتين.وقال ب امرأة مسنة فى مأوى من العاصفة، فى بورى لمحطة "سى إن إن-آى بى إن" إن " الجميع خائفون ولا يستطيعون النوم الليل بأكمله والرياح تعصف فى الخارج. ابنى والعائلة عادوا إلى القرية للاهتمام بمتعلقاتنا... لا أعرف إذا كانوا بخير أم لا".وقال خبراء أرصاد إن "فالين" هو أقوى إعصار يضرب الهند منذ "الإعصار القوى للغاية" فى عام 1999 والذى أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص فى أوريسا، إلا أن السلطات أعلنت أنها استعدت بصورة أفضل هذه المرة.ونفذت السلطات عمليات إجلاء كبيرة قبل الإعصار، وذلك بفضل أجهزة تنبؤ دقيقة بالطقس.وقالت تريبتى بارول، المتحدثة باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، إنها أكبر جهود إنقاذ فى الهند، حيث أجلت السلطات مليون شخص، بينهم 900 ألف من أوريسا و100 ألف آخرين من أندرا براديش فى يومين.وكانت أكبر عملية إجلاء فى عام 1990 تضم 600 ألف شخص، عندما واجهت اندرا براديش تهديدا بإعصار.واشاد مالينى بارثاسارثى، رئيس تحرير سابق لصحيفة "ذا هيندو" اليومية بجهود الإجلاء "البطولية".