رام الله - أ ش أ
كشف المنخفض الجوى العميق الذى ضرب الأراضى الفلسطينية خلال الأيام الماضية عن هشاشة البنى التحتية فى بعض المناطق، مما تسبب فى تعرض العديد من المواطنين، فى مختلف المحافظات، لكوارث لم تكن متوقعة.فبعد أن هدأت العاصفة واكتست معظم المدن الفلسطينية بالرداء الأبيض، أدخل منظر الثلوج البهجة على قلوب البعض، لكنه فى الوقت نفسه كشف لآخرين عن احتياجات تنتظر الحل، لاسيما أن الشتاء فى بدايته، وذلك بعد أن كشفت الثلوج الكثيفة عن ضعف البنية التحتية فى بعض المناطق.وأعرب سكان هذه المناطق عن أملهم فى أن تقوم شركة الكهرباء بعد ذلك بصيانة دورية للحيلولة دون حدوث المشكلات الجسيمة التى نجم عنها انقطاع الكهرباء لساعات طويلة عن العديد من المحافظات، وهو ما صاحبه بالطبع بقاء السكان فى طقس شديد البرودة بلا تدفئة، ولجوء الكثير منهم إلى الوسائل البدائية مثل إشعال الحطب، مما أسفر عن وقوع عدة حوادث. ورغم ضعف الإمكانات المتاحة، واصلت الجهات الفلسطينية المعنية المتمثلة فى جهاز الشرطة والدفاع المدنى جهودها فى مواجهة نتائج المنخفض الجوى وتلبية آلاف من نداءات الاستغاثة التى تنوعت ما بين انقطاع الطرق والتيار الكهربائى والحاجة إلى مواد غذائية وأدوية.وقالت الشرطة، إنها أعلنت الاستنفار الكامل فى كل المحافظات الفلسطينية، حيث وردنا أكثر من ألفى استغاثة وتعاملت الدوريات مع كل هذه الإشارات.وشكلت الأضرار الناجمة عن استمرار هطول ثلوج خلال الأيام الماضية تحديات كبيرة للمؤسسات العاملة التى تواجه قلة الإمكانيات ونقص فى الآليات المتخصصة للتعامل مع مثل هذه المنخفضات الجوية، مما اضطر القائمين على غرف العمليات إلى إعلان تلك المناطق مغلقة خلال الأيام الماضية حتى صباح اليوم، حيث سارع الدفاع المدنى والشرطة إلى فتح الشوارع الرئيسية وإزالة الثلوج منها لتأمين حركة السير. كانت تقارير إعلامية فلسطينية رسمية قد أشارت إلى ان موجة الثلوج الغزيرة فى الضفة الغربية أسفرت عن وفاة مواطن وإصابة 69 شخصا على الاقل، وتعاملت طواقم الدفاع المدنى مع خمسة آلاف و211 حالة تقديم مساعدة وتمكنت من إنقاذ اكثر من سبعة آلاف شخص عالق منذ دخول المنخفض الجوى مساء الثلاثاء الماضي، وحتى صباح اليوم الأحد.وذكر تقرير لإدارة العلاقات العامة والإعلام فى الدفاع المدنى، أن أعلى نسبة حوادث سجلت فى محافظة رام الله والبيرة، حيث بلغت ما يقرب من ألفى حالة مساعدة، تم خلالها تحرير أكثر من ثلاثة آلاف شخص علقت مركباتهم بسبب تراكم الثلوج. كما تم إغلاق جميع الطرق الداخلية بمدينة القدس ومداخل ومخارج المدينة، بفعل تشكل الجليد الذى سبب توقفا لحركة السير المرورية.