باتت قضية تأمين مصادر الطاقة وتنويعها ومستقبل توافر بدائلها، تمثل هاجساً ليس فقط لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وإنما لدى القوى العالمية الكبرى، لا سيما بعد التقارير الاقتصادية الدولية التي تشير إلى إمكانية نضوب النفط الخليجي. فالمشكلات الاقتصادية المتعلقة بنضوب النفط والتلوث البيئي الناشيء عن زيادة استخدامه والارتفاع الهائل في مستويات أسعاره في السنوات الأخيرة وما ينشأ عنها من صراعات دولية؛ دفع دول الخليج وكذا العديد من الدول الكبرى إلى الاهتمام بالمصادر المتجددة للطاقة بأنواعها المختلفة (الطاقة الشمسية ـ طاقة الرياح ـ الطاقة الكهرومائية ـ الوقود الحيوي، وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى). ويعد أيضًا من أبرز ما دفع العديد من الدول إلى الاهتمام بالمصادر المتجددة للطاقة تقليل مصادر التوترات والصراعات المرتبطة بالطاقة التقليدية، إلى جانب ما تتصف به المصادر المتجددة من انخفاض حجم الانبعاثات الضارة بالبيئة؛ وهو ما يتوافق مع التوجهات العالمية بتخفيض حجم الانبعاثات الضارة وخاصة غازات (أول وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والرصاص وأكاسيد الكبريت)، علاوة على ما تفرضه معاهدة كيوتو من التزامات بيئية على الدول الصناعية الكبرى.