جنيف _ صوت الإمارات
تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" غد "الأربعاء"،اليوم العالمي للمحيطات 2016 تحت شعار "محيطات صحية تعني كوكبا صحيا" مع التركيز على التلوث الناتج من البلاستيك، والذي يشكل تهديدا خطيرا لأنه يؤدي إلى تدهور وتلوث المجاري المائية ببطء على المدى البعيد، فضلا عن آثار التلوث البلاستيكية على صحة الحيوانات المائية، لأن الحيوانات - بما في ذلك العوالق الحيوانية - تتغذى على الحبيبات الدقيقة على أنها غذاء، ويخشى العلماء أيضا الآثار الصحية على الإنسان.
وكان اقترح مفهوم "اليوم العالمي للمحيطات" للمرة الأولى في عام 1992 في مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو، بوصفه وسيلة للاحتفال بالمحيطات التي يتشارك فيه العالم أجمع، والاحتفال بصلتنا بالبحر، بالإضافة إلى زيادة الوعي بشأن الدور المهم الذي يضطلع به المحيط في حياتنا والسبل المهمة التي يمكن للناس من خلالها حمايته، فالمحيطات هي رئات كوكبنا التي تقدم توفر الأكسجين الذي نتنفسه، كما أنها مصدر رئيسي للغذاء والدواء وجزء هام من المحيط الحيوي. وأعلنت الجمعية العامة، بموجب قرارها 63/111 في 5 ديسمبر 2008، يوم 8 يونيو يوما عالميا للمحيطات، اعتبارا من عام 2009.
وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا - في رسالة بهذه المناسبة - إن "عام 2016 هو العام الذي شرعت فيه أمم الأرض في سعيها إلي الوفاء بما وعدت به وبما تعهدت به في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وكذلك في اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. وتود اليونسكو في اليوم العالمي للمحيطات تبليغ رسالة جلية مفادها أن المحيطات ضرورية لتحقيق التقدم المنشود. فلا يزال دور المحيطات علي الرغم من العواقب المتفاقمة للأنشطة البشرية علي البيئة البحرية عاملاً مهما في التغلب علي أعتي المصاعب التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر، وهو الفقر المدقع".
وأضافت بوكوفا "أن المحيطات جزء لا يتجزأ من كوكبنا، ومقوم من مقومات الحياة البشرية، وركن أساسي من أركان توفير سبل العيش وتهيئة الظروف البيئية التي تتيح لنا البقاء. وتؤدي المحيطات دوراً حاسماً فيما يخص تنفيذ الخطة الإنمائية العالمية الجديدة، ويشمل هذا الدور مصائد الأسماك والسياحة والنقل وتنظيم أحوال المناخ. وتوفر البحار والمحيطات وسواحلها للبلدان النامية علي وجه الخصوص فرصاً اقتصادية متعددة لضمان مشاركة الجميع في السعي إلي تحقيق تنمية أكثر إنصافاً واستدامة. ويعد صون المواقع البحرية الزاخرة بالتنوع البيولوجي، سواء أكانت في المناطق الساحلية أم في أعالي البحار البعيدة، أمراً ضرورياً لضمان الانتفاع المستدام الطويل الأجل بالموارد الطبيعية النفيسة".
وأشارت بوكوفا إلى أن "اليونسكو تعمل عن طريق لجنتها الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، علي كل المستويات، من أجل مساعدة الدول الأعضاء علي تحقيق هدف التنمية المستدامة الخاص بالبحار والمحيطات، وسائر الأهداف والغايات المتعلقة بها، بطريقة شاملة وقائمة علي نهج علمي متكامل. ويتطلب صون المحيطات وبيئتها والموارد الكثيرة التي تمدنا بها وفهم دورها تعزيز القدرات الوطنية في مجال البحوث العلمية البحرية. وتسعي اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات سعياً متواصلاً إلي المساعدة علي وضع سياسات وطنية تعزز النمو المستدام القائم علي المحيطات وغير الضار بالبيئة".
وأضافت "أود أن أقول إن سلامة المحيطات تعني سلامة كوكبنا برمته، وأن سلامة الكوكب أمر ضروري لخير الأجيال المقبلة. وأن دور المحيطات ضروري سواء أكان ذلك في استئصال شأفة الفقر أم في تنظيم أحوال المناخ. وقد مهدت التنمية المستدامة لعام 2030، واتفاق باريس بشان تغير المناخ، والمفاوضات بشأن حماية التنوع البيولوجي البحري في أعالي البحار، وغيرها من الأطر السياسية العالمية، الطريق ورسمت مسارات لصون درة تاج كوكبنا وهي المحيطات وإصلاح ما فسد من أمرها".
ودعت بوكوفا إلي "الحشد للدعوة في 8 يونيو إلي العمل من أجل صون سلامة المحيطات وسلامة الكوكب، وأن نغتنمها لترجيح كفة الميزان لصالح الانتقال من الأقوال إلي الأفعال، ومن الاتفاق إلي التطبيق العملي".
وينص الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة على "أن محيطات العالم المتمثلة في درجة حرارتها والكيمياء الخاصة بها وتياراتها والحياة فيها، هي التي تقف وراء النظم العالمية التي تجعل كوكب الأرض صالحاً للسكن بالنسبة للبشرية. فمياه أمطارنا ومياه شربنا وطقسنا ومناخنا وسواحلنا وقدر كبير من غذائنا، بل وحتى الأكسجين الموجود في الهواء الذي نتنفسه، توفرها البحار وتنظمها جميعاً في نهاية المطاف. وقد كانت المحيطات والبحار على مر التاريخ قنوات حيوية للتجارة والنقل. وتمثل إدارة هذا المورد العالمي الجوهري بعناية سمة أساسية من سمات مستقبل مستدام."