في مباراة حاسمة على ملعب سلتيك بارك بالعاصمة الاسكتلندية جلاسكو بحثًا عن بطاقة الترشح الثانية ضمن المجموعة الثامنة، وذلك ضمن مباريات اليوم الأول من الجولة الخامسة لدور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا، يستضيف سلتيك المنتعش للغاية محليًا ومتصدر الدوري الاسكتلندي منافسه الميلان الجريح محليًا والذي يسعى على الساحة الأوروبية لمحو خيباته في الدوري الإيطالي وترك بصمة جيدة هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا، في ظل استحالة مشاركته في نسخة الموسم القادم إلى حد كبير. يقدم سلتيك هذا الموسم عروضًا قوية للغاية على صعيد الدوري الاسكتلندي، وقد استطاع الفريق تمديد رصيده دون هزائم محليًا إلى 16 مباراة بالفوز على أبيردين في مباراة غير سهلة بثلاثية لهدف، ليبتعد عمالقة اسكتلندا بصدارتهم بفارق خمس نقاط عن أقرب الملاحقين إنفيرنيس. لكنه على المستوى الأوروبي لا يبدو بذات الثبات، وذلك رغم رصيده القوي على أرضه في دور المجموعات لدوري الأبطال والمتمثل في الفوز في 16 مباراة من آخر 23 على أرضه، حيث يقبع لاعبو نيل لينون في المركز الأخير من المجموعة الثامنة برصيد ثلاث نقاط، فبعد أن بدا رفاق جورجيوس ساماراس الأقرب للمركز الثالث بالفوز ذهابًا على أياكس بهدفين لهدف في سلتيك بارك، تعثر الفريق في أمستردام أرينا بهدف دون رد في الجولة الماضية. رغم ذلك، ما تزال فرص سلتيك قائمة ليس فقط لتحقيق المركز الثالث، بل ربما المركز الثاني في حال الانتصار على الميلان وهزيمة أياكس من برشلونة، آملين في أن تساعدهم انتصاراتهم الأربعة من أصل خمس مباريات في السلتيك بارك في دوري الأبطال هذا الموسم على تنفيذ المهمة. لكن لا يبدو ذلك سهلًا في ظل الأزمة الهجومية التي يعاني منها الفريق أوروبيًا في ظل الفشل في هز الشباك في خمسة من آخر سبع مباريات، سواء في الأدوار التمهيدية أو في دور المجموعات. ما زالت معاناة ميلان قائمة مع مرور الجولات، فلم يختلف الحال على الإطلاق منذ المباراة الأوروبية الأخيرة ضد برشلونة حتى الآن، وذلك بعد أن تعثر الفريق بتعادلين مخيبين في كييفو دون أهداف ويوم السبت الماضي في السان سيرو بهدف لمثله أمام جنوى وإهدار ماريو بالوتيلِّي ركلة جزاء ثانية بعد الركلة الأولى المهدرة أمام نابولي، في وقت ازداد فيه سخط المشجعين على الفريق وأصبحوا يهاجمون لاعبين ككريستيان زاباتا وكيفن كونستان كرد فعل غاضب على احتلال الفريق المركز الثالث عشر برصيد أربعة عشر نقطة فقط، بفارق عشر نقاط عن أقرب المراكز الأوروبية الذي يحتله الخامس فيورنتينا. وقد حاصر المشجعون ملعب سان سيرو بعد النتيجة ضد الجريفوني مطالبين بمواجهة الفريق، ليضطر كاكا وكريستيان أبياتي لحل الأزمة مؤكدين عدم رضاهما لعدم التزام بعض زملائهما ببذل الجهد المطلوب تجاه قميص الروسُّونيري، لذا ستكون المباراة في اسكتلندا فارقة للغاية بالنسبة للجماهير التي تنتظر وجهًا مغايرًا في فريق المدرب ماسِّيميليانو ألِّيجري الذي بدأ يتلقى اتهامات بخلو جعبته من أي أفكار جديدة قد تخرج "إل ديافولو" من أزمتهم. ولعل رحلة "سلتيك بارك" لن تكون سهلة بالنظر إلى رصيد الميلان - صاحب المركز الثاني في المجموعة الثامنة بخمس نقاط - هذا الموسم المتمثل في خمس تعادلات وأربع هزائم من أصل تسع مباريات خارج القواعد في جميع المسابقات، إضافة لحقيقة عدم تحقيق الفريق أي انتصار في آخر أربع زيارات له للأراضي الاسكتلندية، وذلك رغم حقيقة نجاح الفريق الإيطالي في الحفاظ على نظافة شباكه أمام سلتيك في 5 من آخر 6 مباريات أوروبية بشكل عام. كما تستمر مشاكل الإصابات في فرض نفسها على الميلان ولعل ذلك هو أبرز سبب لما يعاني منه الفريق، في غياب لاعبين كستيفان الشعراوي، جيامباولو بادزيني، ماتيا دي شيليو، فيليب ميكسس، سليمان علي مونتاري وغيرهم، وهو الأمر الوحيد الذي قد يجعل البعض يلتمسون العذر لأليجري وفريقه على سلسلة النتائج السيئة، لكن لا أحد سيتقبل خسارة في اسكتلندا في وجود تشكيل هجومي جيد وعودة أنتونيو نوتشيرينو لدعم خيارات الوسط رفقة ريكَّاردو مونتوليفو، أوربي إيمانويلسون، نايجل دي يونج وأندريا بولي، لأن تلك الهزيمة قد تضع الضيوف في المركز الرابع إن نجح أياكس - صاحب المركز الثالث بأربع نقاط - في اقتناص الانتصار. كاكا | أصبح النجم البرازيلي هو حامل اللواء في الميلان خلال المباريات الماضية، وفي جلاسكو، سيعلق المشجعون الآمال عليه لتذكر مواجهة ثمن نهائي موسم 2006-07 والتي حسمها كاكا بعروضه الرائعة وهدفه في الوقت الإضافي من مباراة الإياب. سيكون على ريكي أن يقود هجمات الروسُّونيري من الأمام ومحاولة إزعاج قلبي دفاع سلتيك من أجل مد يد العون لزملائه ذوي المستوى المتراجع في الهجوم وكذلك تسجيل الأهداف. أمام لاعبين كإيفي أمبروز وفيرجيل فان دييك اللذين لا يمتلكان الجودة لمواجهة لاعب من طينة نجم ريال مدريد الأسبق بعكس ميلهم للمعارك البدنية والاعتماد على الجهد الدفاعي المجمع لبقية زملائهما، سيكون كاكا اللاعب الأهم في الميلان، رفقة روبينيو في حال مشاركته، من أجل تحقيق الفوز. جورجيوس ساماراس | لعل أبرز لاعب كان يمكنه صناعة الفارق في صفوف سلتيك هو القائد الموقوف سكوت براون، لذا يبقى الخيار الآخر هو النجم اليوناني سواء لعب كجناح أيسر أو تم توظيفه كمهاجم صريح. فمعاناة الميلان الدفاعية ستجعل من ساماراس سلاحًا فعالًا للغاية في جلاسكو، حتى وإن كان الأمر سيعتمد على مستوى كريس كومونز إلى حد كبير في ظل ميل اللاعبين للقيام بالألعاب الثنائية بين الدفاعات. يمتلك اللاعب سرعة كبيرة للغاية ومهارات جيدة إضافة لعدم افتقاده للَّمسة التهديفية الخاصة، ومع لاعب ككريستيان زاباتا -- إن لعب كمهاجم صريح - لن تكون مهمته صعبة في إرباك الدفاع والتسجيل، وإن لعب على الرواق سيكون مصدر إزعاج خطير للغاية لإجنازيو أباتي خاصة إن نجح كما أسلفنا القول في تكوين الثنائيات مع كومونز.