لبست باريس "عاصمة الأنوار" حلّة بهيجةً الإثنين عقب تتويج باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي للمرة الثالثة في تاريخه، وغصّت الشوارع بأنصار الفريق الباريسي الذين أتوا من كل حدب وصوب لتكريم أبطالهم الذين جابوا العاصمة على متن حافلة لردّ التحية بأحسن منها وللاحتفال مع الجماهير. واستعاد سان جيرمان لقب البطولة بعد غياب دام 19 عاماً ليعود رائداً للكرة الفرنسية وسفيراً لها في أمجد الكؤوس الأوروبية دوري الأبطال. وقد سبق للفريق الباريسي أن أبرز إمكاناته على الصعيد الأوروبي عندما أحرج العملاق الكاتالوني نادي برشلونة ذهاباً وإياباً في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وخرج مرفوع الرأس من المسابقة الأم. تميّزت احتفالات فريق العاصمة الفرنسية بتنظيم محكم إذ تمّ ضبط مسار الحافلة التي تقلّ اللاعبين والتي جابت شوارع مدينة باريس في اتجاه برج "إيفيل" الشهير فضلاً عن أنه تم تخصيص أماكن على طول الطريق للجماهير التي هبّت بغية تحية الأبطال. وأثبت باريس سان جيرمان أنه ناد من طينة الكبار لا على مستوى الألقاب فقط بل على مستوى التخطيط والتنظيم إذ شهدت باريس احتفالاً رائعاً شاركت فيه كل العناصر التي ساهمت في التتويج من جماهير ولاعبين ومسؤولين. وأضفت الجماهير الحاضرة رونقاً جميلاً على الحفل من خلال الشماريخ والأعلام العملاقة والأهازيج التي صاحبت تسليم درع الدوري للاعبين. ولقيت إدارة النادي الباريسي وعلى رأسها السيد ناصر الخليفي رئيس الـ"بي أس جي" ترحاباً كبيراً لدى تتويج الفريق وهو بمنزلة عربون جميل من الأنصار لما قدّمه المسؤولون من تضحيات مادية ومعنوية منذ تسلّمهم مقاليد الإشراف على حظوظ فريق عريق مثل باريس سان جيرمان. ومن المؤكد أنّ هذه التحيّة ستكون دافعاً للإدارة قصد المضي قدماً في المشروع الكبير الذي أعلن عنه ناصر الخليفي لدى تسلّمه رئاسة نادي العاصمة الفرنسية. ورغم بهجة المحتفلين، أبت مجموعة من "ألتراس" الفريق الباريسي إلاّ أن تعجّل من نهاية حفل التتويج ودخلت في مشاحنات مع رجال الأمن مما تسبّب في حالة من الفوضى لدى ردّ عناصر الشرطة على رمي الحواجز المخصّصة لتنظيم الحاضرين عليهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، وتحدّثت وسائل إعلام فرنسية عن تضرّر عدد من السيارات عقب الأحداث التي تلت حفل التتويج.