أضافت الخطوط الجوية التركية نادي بوروسيا دورتموند الألماني على قائمة رعايتها الرياضية، لتدخل في منافسة ضارية مع الناقلين الجويين في منطقة الخليج على رعاية الأندية الكبرى وملاعبها. بعد برشلونة الإسباني (ترعى الخطوط التركية ملعبه) ومانشستر يونايتد الإنكليزي (ترعى الخطوط التركية ملعبه)، أصبح بوروسيا دورتموند، ثالث ناد ترعاه الخطوط. ويأتي التوقيع الذي يقدّر بعشرات الملايين من الدولارات في وقت مناسب، إذ يخوض دورتموند في 25 أيار/مايو الحالي نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ضدّ مواطنه بايرن ميونيخ الألماني، في ما يعدّه النقّاد عودة للأندية الألمانية إلى الواجهة. يقول رئيس الخطوط التركية حمدي توبشو: "في سعينا لتسويق منتجنا وتطوير علامتنا التجارية، دخلنا في الرياضة لنقدّم صورتنا إلى الجمهور". تسعى الخطوط التي نالت لقب أفضل ناقل أوروبي عامي 2011 و2012 إلى توسيع رقعة عملها بشراسة، وتحقيق الانتصارات في عالم النقل الجوي. نقلت الخطوط عام 2012 نحو 39 مليون مسافر، مقابل 34 مليون لطيران الإمارات، وأنفقت 20 مليار دولار أميركي لشراء 200 طائرة بوينغ وإيرباص، كي تحقّق هدفاً خارقاً بنقل 96 مليون مسافر في 2020، في العام الذي تأمل فيه أيضاً أن تكون اسطنبول مضيفةً للألعاب الأولمبية الصيفية حيث تتنافس راهناً مع طوكيو ومدريد. يضيف علي جنش نائب الرئيس في الخطوط أنّ الفكرة هي في الإعلان عن "منتج جيّد ليؤمن لنا مظهراً جيّداً في العالم". هذه الخطوة أعطت مفعولها على الأقل على شبكة الإنترنت، بإعلان تلفزيوني يضمّ نجم كرة السلة الأميركي كوبي براينت وأفضل لاعب كرة قدم في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي، تمّ مشاهدته أكثر من 100 مليون مرة. يشرح ليونيل مالتيزي أستاذ مادة التسويق في جامعة "إيكس" مرسيليا الفرنسية عن هجمة الخطوط الجوية على الرياضة معتبراً أنّ "الرعاية الرياضية هي كالفرقعات النارية". في كرة القدم، يبرز طيران الإمارات برعاية باريس سان جيرمان الفرنسي وميلان الإيطالي، ودعمه سابقاً لآرسنال الإنكليزي الذي أطلق على ملعبه اسم الناقل الإماراتي عام 2004 بقيمة 200 مليون دولار. طيران الإمارات سترعى أيضاً 15 سباقاً من أصل 19 في بطولة العالم للفورمولا وان في المواسم الخمس المقبلة وبطولة رولان غاروس لكرة المضرب. يقول بطرس بطرس نائب الرئيس التنفيذي لاتصالات الشركة: "ببساطة، الرعاية الرياضية ناجحة لأنّ الناس تميل إلى تذكّر الرياضة أكثر من أي شيء آخر، نرعى أيضاً مهرجانات، ومعارض، وحفلات غنائية، لكن لا أحد ينتبه إلى ذلك". ورأى بطرس أنّ عدد المسافرين زاد عشرة أضعاف منذ انطلقت الشركة في الرعاية الرياضية. وبحسب الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، فإنّ الشركة تنفق سنوياً ما يقارب 227 مليون دولار في مجال الرعاية الرياضية. أما الخطوط التركية التي دخلت السباق في وقت متأخّر، فهي تعتمد على "الرعايات الرنانة... على حساب الربحية على المدى القصير"، بحسب ما رأى إيمري أكجاكماك المحلّل في "إيست كابيتال". لكن المجهود كان يستحق ذلك، إذ ارتفعت الربحيّة وعدد مسافري الخطوط التركية على نحو كبير في السنوات الأخيرة. في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حلّت الخطوط القطرية بدلاً من الخطوط التركية في رعاية قميص برشلونة الإسباني بقيمة 170 مليون دولار أميركي، وبالطبع سيدمغ الناقل الخليجي اسمه على كأس العالم 2022 عندما تستضيف الدولة الآسيوية الحدث الكروي بعد 9 سنوات. ترفض الخطوط التركية الإعلان عن قيمة رعايتها، وهي تسعى الآن إلى رعاية "لاعب غولف عالمي مشهور" بحسب ما أضاف جنش.