تستقبل القارة الأوروبية السباق الأول في بطولة العالم للـ"فورمولا وان" هذا الموسم ضمن المرحلة الخامسة على حلبة كتالونيا في برشلونة الأحد المقبل. انطلق الموسم على حلبة ملبورن في أستراليا حيث تُوّج الفنلندي كيمي رايكونن سائق لوتوس رينو، ثمّ أحرز الألماني سيباستيان فيتل (ريد بول رينو) بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية لقب جائزة ماليزيا الكبرى، قبل أن يخطف الإسباني فرناندو ألونسو (فيراري) لقب جائزة الصين ثمّ يحرز فيتل جائزة البحرين قبل ثلاثة أسابيع. ويتصدّر فيتل، المُتوّج في كتالونيا عام 2011، ترتيب بطولة العالم للسائقين مع 77 نقطة، بفارق 10 نقاط عن رايكونن الحصان الأسود في البطولة، و27 نقطة عن البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس. وقال فيتل: "من الجيّد أن نعود إلى أوروبا وإلى إسبانيا تحديداً، حلبة برشلونة مميّزة وفيها جميع أنواع المنعطفات، لكنّ الجزء المفضّل لدي هو الأول لأنّه يتضمّن منعطفات سريعة للغاية". أمّا رايكونن فقال: "فزت مرّتين في برشلونة وصعدت على المنصّة العام الماضي، لذا أتطلّع إلى تكرار ذلك هذه السنة". وعلى رغم التوتّر القائم في فريق ريد بول حيث خالف فيتل تعليمات فريقه وخطف الفوز من زميله الأسترالي مارك ويبر في ماليزيا، إلّا أنّ الفريق النمساوي يبقى مرشّحاً قويّاً للفوز في برشلونة حيث يُقام جزء كبير من تجارب الموسم. وكثُر الحديث في الأسبوع الحالي عن سعي فريق مرسيدس الذي يضمّ هاميلتون والألماني نيكو روزبرغ للتعاقد مع فيتل، بعد تصريح النمساوي نيكي لاودا رئيس الفريق الجديد لجريدة "بيلد" الألمانية عن رغبة الفريق الألماني في ضمّ بطل العالم: "تابعت ما بدأه نروبرت هاوغ (المدير الرياضي السابق)"، لكن الطرف المقابل خفّف من أهمية ذلك، فقال الدكتور النمساوي هيلموت ماركو مستشار ريد بول: "نيكي سيحاول بالطبع ضمّ فيتل". في المقابل برز اسم رايكونن بطل العالم 2007 خليفة محتملاً لفيتل الذي يتردّد أيضاً أنّ فيراري يسعى إلى ضمّه في صفقة قياسية. ومنذ اعتماد الحلبة عام 1991 بدلاً من حلبة خيريز، نالت سمعة في امتحان السائقين نظراً لخلطها بين المنعطفات العالية والمتوسطة السرعة في آن، المنعرجات البطيئة، والخطوط المستقيمة، لكنّ المسار يكون حارّاً عادة، مغبرّاً ومملاًّ، إذ تغيب التجاوزات والحوادث. وفي 16 من المواسم الـ22 الماضية، نجح الفائز في برشلونة برفع اللقب العالمي في نهاية الموسم. بالإضافة إلى ذلك، تُوّج المنطلق من المركز الأول في 18 سباقاً. ويُتوقّع أن يكون ألونسو صاحب الأرض، وصيف الموسم الماضي وراء الفنزويلي باستور مالدونادو، أبرز المهدّدين لفيتل ورايكونن وويبر وهاميلتون. وعلى رغم تخلّفه بفارق 30 نقطة عن فيتل، بقي بطل العالم مرّتين متفائلاً بإمكانية تحقيق نتيجة جيّدة في بلاده، علماً بأنّه صعد إلى المنصّة 6 مرات في إسبانيا ويعود تتويجه الأخير إلى عام 2006: "الانتصارات في برشلونة 2006 ومونزا 2010 وفالنسيا العام الماضي هي الأهم في مسيرتي من الناحية العاطفية، يمكنك أن تشعر بشغف الجماهير ابتداء من تجارب بالجمعة". من جهته، يأمل رايكونن، أحد خمسة أبطال عالميين ضمن المنافسة، أن يكون فريقه لوتوس قد وجد التطويرات التي يحتاج إليها، لكنّه تعرّض إلى ضربة بخسارة مديره التقني جايمس أليسون المُطارد من فيراري وماكلارين ووليامس، وتمّ ترفيع مدير المهندسين نيك شستر بدلاً من أليسون، ما عدّه رئيس الفريق الفرنسي إريك بوييه تخفيفاً من حجم المشكلة: "نيك معروف لدى الجميع في إنستون، بعدما عمل مع الفريق 12 عاماً". من جهة أخرى، سيمنح صانع الإطارات الإيطالي "بيريلي" إطارات جافّة بخاصية قاسية ومتوسطة للفرق الـ11، وسيتمّ طليها باللونين الأبيض والبرتقالي على التوالي، بعد الاحتجاجات الكثيرة على خيارات الإطارات والاضطرار إلى استبدالها في وقت مبكّر خلال السباقات.