غزة – محمد حبيب
أكد د. موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد ما اعتبره فشل حكومة التوافق في معالجة الأزمات الداخلية الناتجة عن الانقسام الفلسطيني .
وطالب أبو مرزوق في مقابلة خاصة مع "صوت الإمارات" بضرورة تغيير حكومة التوافق إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية تقوم فعلًا على خدمة الناس دون تميز أو محاباة"، مشيرًا إلى أن قيادات في بفتح تؤيد رؤية حركته بشأن حكومة التوافق.
وأكد أبو مرزوق، أن حماس لا تسعى إلى شن حرب أخرى مع إسرائيل، مشددًا في الوقت ذاته على أن الدخول في مواجهة جديدة مع الاحتلال أمر لا مفر منه، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء سبع سنوات من إغلاق الحدود المصرية الإسرائيلية في غزة محذراً من أن المماطلة في المفاوضات المتوقع ان تستـأنف خلال الأيام المقبلة من شأنه أن يؤدي إلى حرب أخرى.
وشدد أبو مرزوق على أن "حماس" انتصرت في الحرب، على الرغم من النكسات العسكرية الواضحة والخسائر الفادحة التي ألحقها الاحتلال في قطاع غز جراء استهدافه المنشآت المدنية والمواطنين .
وحول ازدياد ظاهرة هجرة الشباب "غير الشرعية" من قطاع غزة بصورة لافته خلال الفترة الماضية وفقدان العشرات منهم في عرض البحر المتوسط، أكد أبو مرزوق "هذا الامر ليس حديثا بل هو منذ ثمانينات القرن الماضي، ومحاولات الهجرة بين أبناء شعبنا مستمرة، حيث خرج الفلسطيني من العراق ولبنان وسوريا، وهاجروا إلى أوروبا وكان لهم نفس المصائب، التي نعانيها ".
وتابع أبو مرزوق " ولكن الهجرة الاّن في فلسطين خاصة من قطاع غزة أول مرة تكون بهذا الشكل مضيافاً دائما المهاجر مصنف على درجة عالية من الكفاءة والمهنية أما اليوم عموم الناس يخرجون ويغرقون بهذا الحجم هذا امر مؤسف".
وعبر أبو مرزوق عن أسفه مما وصف بانتهازية غير عادية من بعض الفلسطينيين في تحميل "حماس" المسؤولية عن هجرة الشباب من غزة"، قائلاً :"من المخجل أن نصل إلى هذا المستوى من التراشق الإعلامي المعيب ".
وبشأن استكمال المصالحة مع حركة فتح أكد أبو مرزوق أن اللجنة المركزية لفتح أبلغت "حماس" رسميًا بتشكيل وفد خماسي لإجراء مباحثات معها بشأن الاتفاق على تطبيق باقي ملفات المصالحة.
وأوضح أن فتح تفضل أن يكون اللقاء خارج القطاع، ونحن رحبنا وأعلنا استعدادنا للحوار حول كل القضايا، والمشاورات مستمرة لتحديد الزمان والمكان بغرض بدء الحوار.
وبيّن أن اللقاءات ستتطرق للحديث عن تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الورقة المصرية التي وقعت في اّيار/مايو عام 2011م، وصولًا إلى تحقيق شراكة وطنية، إضافة إلى الحديث عن عمل حكومة التوافق وانهاء الخلاف على موظفي حكومة غزة، وملفات الإعمار وغيرها من القضايا التي تم تأجيلها.
وأشار أبو مرزوق إلى أن حركته تؤدي ما عليها، محذرًا من أن أي جهة لديها سوء نية أو تأخير في تطبيق ما تم الاتفاق عليه فإنها ستتحمل المسؤولية بشكل كامل.
وحول العلاقة مع مصر اعتبر أبو مرزوق ان احتمالية إمكانية إعادة العلاقة الثنائية بين الطرفين كبيرة، قائلًا " نحن لم نفكر مسبقًا ولا حاليا ولن نفكر مستقبلًا بأن تكون حماس في مواجهة مع القاهرة ويعنينا العلاقة معها أن تكون إيجابية، ونحن حريصون على علاقتنا معها، ونعمل جاهدين كي لا يكون هناك شيء يخل بالأمن المصري من طرفنا".
ونفى أبو مرزوق ما نقل عن زيارة محتملة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى القاهرة، وقال إن هذا الخبر لم يكن صحيحًا من الأساس.
وأثنى أبو مرزوق على الدعم الإيراني السابق لحركته، مؤكدًا "أنها وقفت إلى جوارنا فترات كبيرة وهذا جميل لا ننكره، وكانت أحد الأطراف الاساسية التي وقفت لجوارنا أثناء الاستعداد لهذه الحرب". مشيرا إلى أن الدعم الايراني متوقف منذ فترة لهذه اللحظة، "وقد تبدى للناس أنهم خاضوا الحرب الأخيرة وحدهم دون أي سند من أحد، وكانت معظم الصواريخ التي أطلقت صناعة محلية".
واختتم أبو مرزوق بأن هناك اتصالات بين حركته وإيران بغرض ترميم العلاقة، مؤكدًا أنه لا شأن ـلـ"حماس: سوى محاربة الاحتلال الاسرائيلي ومعالجة آثاره، وأنها حريصة في علاقتها مع كل الدول.