بغداد – نجلاء الطائي
أكّد رئيس علماء السنة في البصرة, السبت، أن الحكومة السعودية ارتكبت خطأً كبيرًا بإعدام الشيخ النمر، واصفًا ذلك الخطأ بأنه مفسدة عظيمة، وفتنة كبيرة، مشيرًا إلى أنه ليس كل من أخطأ استحق القتل ولا بد من قتله.
وأوضح رئيس علماء السنة في الجنوب خالد الملا في تصريح إلى " صوت الإمارات "، أن علماءنا في القاعدة الفقهية الشهيرة قالوا " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح "، ونحن نرى المفسدة في قتله، فليس كل من أخطأ استحق القتل ولا بد من قتله، مبينًا أن الشيخ النمر عالم دين، وله أتباع كُثُر؛ فإن الحكومة السعودية أخطأت في إعدامه.
وكشفف الملا أن العراق بلد يحكمه الدستور والقانون، وفيه حريات مفتوحة بـ"حدود" القانون تارة، وبالتعدي على القانون تارة اخرى، ودستورنا الحالي يمنعنا ان نتدخل في شؤون البلدان والقضايا الخاصة بالدول الاخرى، مبينا اننا لا نريد ان نتعارض مع قوانين هذه الدول اياً كانت، سواء المملكة العربية السعودية او غيرها ، ولكن قضية اعدام الشيخ نمر باقر النمر، وهو عالم دين شيعي سعودي، موضوع اخر؛ فقضية اعدام العلماء ومشايخ الدين امر لا بد ان نقف عنده بتأمل وتدبر.
وأعلن رئيس علماء السنة في الجنوب انه بمجرد إعلان إعدامه اجتاحت العراق موجة من الغضب من العراقيين، والمسلمين في العالم، والمتابعين لشؤون المسلمين ولكونه شخصية هامة عند اتباعه ، مفترضا من الحكومة السعودية توخي الدقة والحذر في اعدامه، وان تكون اكثر حكمة في هذا الموضوع، خاصة ان اعدامه لربما يدخلنا في مشكلة طائفية قد تحدث هنا وهناك.
وأوضح الملا ان العالم الاسلامي يمر بموجة طائفية خطيرة في العراق وسورية؛ اذ يقتل الناس من كل الاطياف بعنوان المذهب الذي ينتمون له وهذه حقيقة لا ينبغي ان نغفلها ، ولا بد ان نعترف اننا في غنًى عن اثارة مثل هذه القضايا.
ودعا الملا المراجع الدينية الشيعية الى التأني والصبر في كبت الغضب الذي يراودهم، وعدم اتخاذ اجراءات قد تندم عليها في وقت لاحق ، مستدركا أن للمسار اتجاهين الاتجاه الدبلوماسي على مستوى الحكومات والدول، والاتجاه الديني على مستوى المرجعيات الدينية، ومعظم العلماء لهم علاقات طيبة مع رابطة العالم الاسلامي ومنظمة التعاون الاسلامي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء وهيئة كبار العلماء والازهر، فلا بد ان تستثمر هذه العلاقات بين المؤسسات الدينية في العالم الاسلامي، في مثل هذه المواقف الصعاب.
وسرد العالم الديني عددا من المواقف العربية التي جرت في السابق، منها "نتذكر كيف وقف زعيم الطائفة الشيعية في زمانه المرجع آيه الله السيد محسن الحكيم حينما تدخل وكتب الى الرئيس جمال عبدالناصر لإيقاف الإعدام بحق السيد قطب ، وقضية وقوف المرجعية في العراق بخصوص مضايقة الاخوان المسلمين في احد الازمنة الماضية".
وتمنى الملا لكل الدول الاسلامية الأمن والامان، وان لا تستغل هذه القضايا في ضرب مصالح وتعايش المسلمين فيما بينهم، والقاعدة الاصولية عند علمائنا تقول : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، فاعدام الشيخ النمر فيه من المفاسد التي لا تعد ولا تحصى .
وطالب المراجع الدينية ان يكون لها صوت مرتفع متزن في الدفاع عن قضايا الامة، ومنع ان تقع هذه الشعوب في اتون الحروب الطائفية، التي لا تصب الا في صالح تجار الحروب وسماسرة الفتن.