بغداد – نجلاء الطائي
كشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، نعيم الكعود، أن هناك ضبابية كبيرة بشأن هروب سجناء من تنظيم "داعش" من الأنبار، مبينًا أن الأجهزة الأمنية في المحافظة تسعى للكشف عن العناصر التي ساعدت تلك الفئة من الهروب مقابل "مبالغ مالية"، وإحالتهم إلى المحاكم العسكرية.
وأكد الكعود، في تصريح خاص لـ"صوت الإمارات"، على قيام عدد من المظلين في الأجهزة الأمنية بإخراج قيادات من تنظيم "داعش" من السجون مقابل مبالغ من المال، مشيرًا إلى سعي لجنته لكشف هؤلاء "الخائنين"، لغرض إحالتهم إلى المحاكم العسكرية، مضيفًا أن "قضية هروب السجناء المنتمين لـ"داعش" من معتقل اللواء الثاني، يكتنفها كثيرًا من الغموض والضبابية، بحكم أن المنطقة مفتوحة وفي حال هروبهم بإمكان الحرس السيطرة عليهم بسهولة ولا يوجد مكان قريب يمكنهم من الاختباء"، مبينًا أن "ذلك الأمر يطرح عدة تساؤلات لدينا".
وتابع الكعود، أن "عملية هروبهم لم تعرف لغاية الآن، فربما تمت بالتعاون مع السجانين وتم نقلهم بعجلات خاصة، أو انهزموا من السجن، وهذا سيتم الإفصاح عنه وكشفه من خلال اللجنة التحقيقية التي شكلت لغرض الوقوف على كل ملابسات الحادثة"، متوقعًا أن "هناك بعض العناصر في الأجهزة الأمنية يقومون بإخراج عناصر "داعش" من السجون مقابل مبالغ مالية في المحافظة"، لافتًا إلى سعي اللجنة الأمنية لكشف أولئك المرتشين والفاسدين لينالوا جزاءهم العادل، كونهم شركاء بالخروق الأمنية وتدهور الوضع الأمني في الأنبار.
وبيَّن الكعود، أن "السبب الرئيسي في سقوط ثلث الأراضي العراقية قبل نحو ثلاثة أعوام بيد تنظيم "داعش" هو تهريب السجناء من قبل ضعاف النفوس من قادة أمنيين وجهات متنفذة"، محذرًا من وجود "ذيول لـ"داعش" في المناطق المحررة تعطي معلومات عن تحرك القطعات الأمنية"، داعيًا إلى إعادة النظر في الخطة الأمنية في الأنبار.
وعزى الكعود، أن "قلة أعداد الشرطة والحشد العشائري وعدم وجود أجهزة مراقبة متطورة لدى القطعات العسكرية هي الأسباب وراء حدوث الخروقات الأمنية والهجمات المكررة في أنحاء مختلفة من الأنبار من قبل داعش"، ويرى "أن أبواق "داعش" أعلى من صوت الحق، ونفقد الكثير من الشهداء الجرحى بين الفترة والأخرى بسبب تلك الخروقات ما يهدد بفقدان الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية".
وشدد الكعود، على ضرورة إعادة النظر في القيادات والخطط الأمنية في محافظة الأنبار، لضمان عدم حدوث الخروقات وهجمات وتفويت الفرصة على التطرف من العودة مجددًا، فيما يذكر أن المحافظة تشهد بين الحين والآخر خروقًا أمنية، غالبًا ما تستهدف المدنيين والقوات الأمنية، فيما تواصل القوات ملاحقة عناصر "داعش" الإجرامية، وإلقاء القبض عليهم في المناطق المحررة من المحافظة.