رام الله – وليد أبو سرحان
أكّد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الدكتور نبيل شعث، أنَّ القيادة الفلسطينية ترفض العودة للمفاوضات مع إسرائيل برعاية أميركية، كما كان الحال سابقًا، لأنها كانت فاشلة ولم تحقق أية نتائج، إلا تكريس الاستيطان وتزايد أعداد المستوطنين، ومواصلة التهام الأراضي الفلسطينية.
وشدّد شعث، في حديث إلى "صوت الإمارات"، على أنَّ "القيادة الفلسطينية لا تريد الدخول في مواجهة مع الإدارة الأميركية، التي عارضت التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن الدولي والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية".
وأضاف "هم (الأميركيون)، يريدوننا في بيت الطاعة، ونحن لن نكون في بيت الطاعة، فخروجنا عن إرادتهم كان سببه تجربتنا، على مدى عشرين عامًا من وصايتهم وولايتهم ورعايتهم الأحادية للمفاوضات"، منوهًا إلى أنَّ "الأميركيين لم يمارسوا دور الوسيط النزيه والأمين. لذلك قرّرنا أن نخرج عن الإطار الذي يريدونه".
وأشار إلى أنَّ "واشنطن هي من يقف وراء فشل مشروع القرار الفلسطيني، الذي قدم لمجلس الأمن الدولي، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي طالب بتحديد إطار زمنيّ لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967"، مبرزًا أنَّ "القيادة الفلسطينيّة لا ترغب في مواجهة واشنطن التي عارضت للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، وهددت بقطع المساعدات المقدمة للسلطة".
ولفت إلى أنَّ "الولايات المتحدة الأميركية هي الضامن لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل"، موضحًا أنّه "دون توقيع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون على اتفاق أوسلو، ما كان لنا أن نرضى بدورهم ووساطتهم".
وأكّد شعث أنَّ "القيادة الفلسطينية تريد علاقة إيجابية مع واشنطن، ولكن نرفض وصاية الولايات المتحدة، وولايتها وهيمنتها، لاسيّما أنّ تلك الوصاية لم تأت بنتيجة في الفترة الماضية"، في إشارة للرعاية الأميركية للعملية التفاوضية مع إسرائيل.
وتابع "نحن لا نريد الدخول في معركة مع الأميركيين، ولا نريدهم أن يدخلوا في معركة معنا، نحن نريد منهم أن يتفهموا بأنه لم يعد بالإمكان البقاء في العملية السلمية، التي كانوا يقودونها، والتي جاءت بمزيد من المستوطنين وسرقة أراضي الشعب الفلسطيني والاعتداء على القدس وتدمير غزة، ولم يعد بالإمكان القبول بذلك، ونحن لسنا ذاهبين للعنف أو الكفاح المسلح. نحن ذاهبون لحراك سياسي دولي في مواجهة الاحتلال".
وأوضح شعث "نحن نريد رعاية ومرجعية دولية للمفاوضات، ونريد موعدًا محددًا لإنهاء تلك المفاوضات، وموعدًا محددًا لإنهاء الاحتلال، ونريد وقفًا حقيقيًا وشاملاً للاستيطان، ومفاوضات على الحدود وليس على أمن إسرائيل"، مؤكدًا استعداد الجانب الفلسطيني للعودة فورًا للمفاوضات، إذا تمت تلبية تلك المطالب.
وعلى صعيد التحرك الفلسطيني، في شأن إقناع المزيد من دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، أشار شعث إلى "تواصل الحراك على المستوى الدولي، لاسيّما الأوروبي، للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين"، إلا أنه نوه إلى أنَّ "الأوروبيين بانتظار نتائج الانتخابات في إسرائيل، المقررة في آذار/مارس المقبل، ويعتقدون أنَّ تلك الانتخابات ربما ستأتي بحكومة أفضل من حكومة نتنياهو، وطالبونا بالصبر إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية".
وعلى الصعيد الداخلي، كشف شعث عن "تشكيل وفد من جميع فصائل منظمة التحرير، للتوجه قريبًا إلى قطاع غزة، رفقة حكومة التوافق الوطني، لبحث الوضع الداخلي، والعراقيل التي تعترض إتمام المصالحة، ضلاً عن بحث الأسباب التي أدت لتأخير عملية الإعمار في القطاع".