أكاديمية الباريو للملاكمة

 حصدت أكاديمية الباريو للملاكمة، اليوم الأحد، ميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية ورابعة برونزية خلال مشاركتها في كأس فيدوفري للملاكمة في الدنمارك والتي شهدت مشاركة نسوية وهي الأولى من نوعها في تاريخ الملاكمة الفلسطيني. ونجح الملاكمان وسيم أبو سل، وبشار صوفان من الفوز بميدالتين ذهبيتين بعد فوزهم على ملاكمين أوروبيين بعد تأهلهم للدور النهائي، في حين حصد الملاكم زيد شكوكاني، الذي خاض نزاله الأول سواء على المستوى المحلي أو الدولي، على ميدالية فضية، واستطاعت الملاكمة زينة ماضي انتزاع الميدالية البرونزية في أول نزال رسمي لها. وقال المدرب الحاصل على نجمتين، مؤسس أكاديمية الباريو للملاكمة نادر الجيوسي، إن المشاركة في هذه البطولة جاءت ضمن برنامج تبادل ثقافي رياضي تم تنظيمه بالشراكة مع البيت الدنماركي في 2017، حيث استقبلت أكاديمية الباريو ملاكمين من نادي فولسموس الدنماركي في رام الله للإستفادة من خبرتهم في مجال الملاكمة، واستكمالا للبرنامج دعيت أكاديمية الباريو للمشاركة في البطولة في الدنمارك بمشاركة أربعة لاعبين من ضمنهم فتاة، ما يعد سابقة في تاريخ الملاكمة الفلسطينية، بهدف تشجيع اللعبة بين النساء في فلسطين. ونافست زينة ماضي في وزن 56 كغم، وزيد شكوكاني في وزن 50 كغم، وبشار صوفان في وزن 48 كغم، ووسيم أبو سل في وزن 34 كغم.
وتابع الجيوسي: "قدم الملاكمون الفلسطينيون أداء مميزا في البطولة، ورغم خسارتها في الجولة الأولى إلا أن زينة استطاعت أن تنهي النزال بقوة مع لاعبة متمكنة على حلبة دولية، واستطاع زيد الذي لم يسبق له خوض نزال رسمي أن يقدم أداء مميزا فاق أداء منافسه في الجولة الأولى وحتى النهائية، وخسر بفارق النقاط، أما بشار ووسيم، وهما ملاكمان سبق لهما خوض نزالات محلية وإقليمية، فكان واضحا قدرتهما على دراسة الخصم وتمكنهما من الأداء واستراتيجية اللعب".
وأكد أن أهم ما تحقق في هذه البطولة هو تمكين الملاكمين الأشبال من اكتساب ثقة عالية في أنفسهم ومدرسة الملاكمة المتبعة، إضافة إلى إعطائهم الفرصة للتعرف على رياضة الملاكمة في دولة أخرى تحظى فيها اللعبة باهتمام كبير من الأندية والمنظومة الرياضية بشكل عام.
وأضاف الجيوسي أنه نظرا لمشاركة العديد من الدول الأوروبية كهولندا، والسويد، وانجلترا، والدنمارك، وألمانيا، وايرلندا في البطولة، استطاع الملاكمون الصغار اكتساب الخبرة، واثبات قدرتهم على التنافس على مستوى دولي وتحقيق الفوز الخارجي، وليس فقط محليا.
وهذه المشاركة الأولى لدولة فلسطين في البطولة، والأولى أيضا من ناحية مشاركة أطفال من فئة المدارس في بطولة خارجية.
وأوضح الجيوسي أن نتائج هذه البطولة هي تمثيل حقيقي لمهارات الملاكم الفلسطيني الصغير، مشددا على ضرورة الاستثمار في هذه الفئة العمرية، من أجل تطوير اللعبة وتحضير ملاكمين ليكونوا قادرين على تمثيل فلسطين في البطولات الدولية.
وتابع: "أعتقد أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى بطولة العالم والأولمبياد، هي وضع خطة طويلة الأمد تمتد لـ8 سنوات على الأقل، وخلالها نستطيع تدريب وتحضير الملاكمين الأشبال وتجهيزهم بشكل مدروس ومستمر للمنافسة أمام دول لها تاريخ عريق وإنجازات في اللعبة.   وتحضيرا للبطولة، شارك الملاكمون الأشبال في معسكر تدريبي مع فريق الرجال من نادي الباريو في بطولة ميلاد القائد الدولية في الأردن لخمسة أيام، وسنحت لهم الفرصة للاحتكاك مع ملاكمين عرب، إضافة إلى مشاركتهم في معسكر محلي تحضيرا للبطولة.
وقال الجيوسي: "تركز التدريب على الإعداد البدني لأننا أردنا التعويض عن نقص الخبرة والاحتكاك لدى ملاكمينا على عكس الملاكمين الأوروبين الذين يتميزون بخبرة أكثر ويحظون بفرص أكبر للاحتكاك وهو أمر ضروري في الألعاب الفردية، وكان أثر ونتائج الإعداد البدني واضحا جدا على الملاكمين في الحلبة".   بدورها، تحدثت الملاكمة ماضي عن تجربتها الأولى قائلة: "رغم الضغط والتوتر اللذين شعرت بهما، إلا أن الدعم والبيئة المحيطة التي وفرها لي مدربي نادر الجيوسي، وعائلتي ساهمت في تقدمي وتطور أدائي، حتى أثبت للعالم أن المرأة الفلسطينية قادرة على تحقيق الكثير".
وأضافت، "بعد انتهاء النزال وإعلان النتيجة، شعرت بالخيبة لعدم تمكني من التأهل للجولة النهائية ولكن ما أعاد ثقتي بقوتي وحلمي هو فخر مدربي ورسائل الحب والتشجيع التي وصلتني من فلسطين".
وعن ما تعني الملاكمة لها، أوضحت ماضي أن الملاكمة تعني لها أكثر مما يتوقع الجميع، وأمارسها حتى أثبت لكل الفلسطينين والشعوب الأخرى أن المرأة والرجل متساويان، ومشاركتي في كأس فيدو?ري أعطت إنطباعا للملاكمين الأوروبين المشاركين أن فلسطين قادرة على إنتاج رجال ونساء متساوين في القدرة والإمكانيات.
وعن قرار مشاركتها، قالت ماضي لم أكن أنا من قرر المشاركة وإنما مدربي نادر الجيوسي من شجعني، ورشحني حتى أكون من ممثلي فلسطين في البطولة، ومع التدريب المكثف والمستمر كنت قادرة على تحسين أدائي وحركاتي حتى أصبح أول من تمثل الملاكمة الفلسطينية النسائية في الخارج.
وتابعت: "يستطيع الجميع ممارسة رياضة الملاكمة، ولكن اللعبة تتطلب الإخلاص والالتزام لتحقيق النجاح، وأتمنى أن تكون مشاركتي نقطة البداية لتشجيع الكثير من الفتيات لممارسة الرياضة التي يرغبون بها دون خوف، وتطمح أن تصبح ملاكمة قوية وأن تساهم في تعريف الفتيات الفلسطينيات على رياضة الملاكمة وأن تغرس فيهن الثقة لتحقيق أحلامهن وطموحهن.
ويسعى الجيوسي إلى نشر ثقافة الرياضة وبالأخص الملاكمة وتشجيع الأطفال على ممارسة هذه اللعبة، وأكد أن كل طفل سواء أنثى أو ذكر، قادر على التدريب والمشاركة في البطولات المحلية والدولية واختيار مستقبل في لعبة الملاكمة