مر زمن طويل منذ أن حققت الصين، إحدى الدول الرائدة في عالم كرة القدم للسيدات، نتيجة طيبة على الساحة العالمية؛ إذ لم تترك الورود الفولاذية سوى انطباعات إيجابية قليلة منذ تتويجها بالميدالية الفضية في كأس العالم للسيدات الولايات المتحدة 1999 FIFA. ورغم ذلك، تؤمن جاو هونج، التي لعبت دوراً كبيراً خلال البطولة التي حقق فيها ممثل آسيا مفاجأة كبيرة بأن الجيل الذهبي يمكن أن ينتقل للاعبات الصغيرات. فقبل انطلاق كأس الأمم الآسيوية للسيدات تحت 16 سنة AFC والمؤهلة لكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة والتي تحتضنها كوستاريكا في مارس/آذار المقبل، صرحت جاو التي عُينت مدربة لمنتخب الصين تحت 16 سنة في حديثها مع موقع FIFA.com قائلةً "إنجازات الكبار إرث للشباب، فالروح والطموح يمكن توريثهما كما أن التقاليد ستلهم اللاعبات." وتتميز جاو بثقتها في نفسها والتي اشتهرت بها طوال مسيرتها الكروية بجانب رد فعلها المتميز في حراسة المرمى. ومع ذلك تدرك حارسة مرمى الصين ونادي نيويورك بارو السابقة حجم المهمة التي تواجه الصين في طريقها نحو الصعود للمحفل العالمي الكبير العام المقبل. ويبرز من بين المنتخبات المشاركة في التصفيات الآسيوية التي تحتضنها مدينة نانجينج في الفترة من 26 سبتمبر/أيلول إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول منتخبان سبق لهما التتويج بكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة، وهما كوريا الشمالية والجنوبية ناهيك عن المنتخب الياباني الذي تألق بشكل طيب في النسخ الثلاث الماضية والتي شهدت بلوغه المباراة النهائية في نسخة ترينداد وتوباجو 2010. بالإضافة إلى ذلك، تعد هذه هي النسخة الأكبر في تاريخ البطولة حيث تشهد مشاركة 12 فريقاً مقسمين على أربع مجموعات. ويتأهل أول كل مجموعة إلى المربع الذهبي للبطولة بينما يتأهل طرفا المباراة النهائية وصاحب المركز الثالث لكأس العالم تحت 17 سنة. وتواصل جاو حديثها قائلة "خصومنا على المستوى القاري يتميزون بالقوة ولذا فليس هناك مجال للتعثر، لكن في الوقت ذاته علينا التطلع للدعم الجماهيري وأن نستمد الجرأة من نجاحنا في التأهل على ملعبنا منذ عامين. كل شيء وارد في المباريات التنافسية وسنعمل على مباغتة خصومنا." طريق التأهل يستهل المنتخب الصيني، صاحب الأرض، حملته يوم الخميس المقبل بمواجهة نظيره البحريني الغامض قبل أن يلتقي المنتخب الأسترالي الذي يراوده طموح التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى. كانت الصين قد هزمت المنتخب الأسترالي في مواجهة سابقة في التصفيات بنتيجة 3-0 لكن جاو حذرت فريقها من الإستهانة بالخصم هذه المرة. إذ تفسر قائلة "المنتخب الأسترالي عنيد؛ فالمنتخب الأول على مستوى الرجال والسيدات يتسم بالقوة كما أن منتخبي الشباب والفتيات جيدان والفضل كله يرجع إلى خطط التطوير المتبعة هناك. مباراتنا معهم قد تحدد ملامح المجموعة. كذلك علينا ألا نقلل من شأن المنتخب البحريني." وفي حال تصدر المنتخب الصيني لمجموعته، فربما يصطدم في نصف النهائي بمنتخب كوريا الشمالية، الفائز بأول نسخة لكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة والذي يبرز كمرشح قوي للتأهل في مجموعة تضم برفقته منتخبي تايباي الصينية والأردن. ورغم تأكيدها على أهمية التركيز على مرحلة المجموعات أولاً، إلا أن جاو لم تخف طموحها بتحقيق مفاجأة أمام الجار العنيد. إذ تعلق قائلة "منتخب كوريا الشمالية يضم لاعبات متميزات يتسمن بالروح القتالية، لكننا نثق في لاعباتنا وأسلوب لعبهن الجيد. ربما يشعر الكثيرون بعقدة نقص أمام المنتخبات الكبرى لكن يمكننا التغلب على ذلك بالأداء طالما نبذل ما بوسعنا. إذا شعرنا بالثقة في أنفسنا فسنتمكن من إظهار قدراتنا." ولن يتبخر حلم التأهل في حال خسارة المنتخب الصيني في مواجهة نصف النهائي؛ إذ يضمن له الفوز بمباراة المركز الثالث، والتي يحتمل أن تكون أمام الخاسر من مواجهة اليابان وكوريا الجنوبية، انتزاع تذكرة التأهل. ويتوقع أن تكون مهمة المنتخب الياباني سهلة في مجموعة تضم إيران وجوام بينما قد يواجه منتخب كوريا الجنوبية بعض الصعوبات أمام تايلاند وأوزبكستان. وهنا تعلق جاو قائلة "اليابان وكوريا الجنوبية منتخبان من الطراز العالمي لكننا أثبتنا أننا قادرين على المنافسة،" في إشارة منها إلى معسكر التدريب الخارجي الذي أقيم في ألمانيا والذي شهد فوز منتخبها على ستة أندية محلية وتعادلها مع فراتكفورت. حيث تضيف قائلةً "كان المعسكر الذي امتد لأسبوعين مهماً للغاية بالنسبة لنا حيث استطعنا الوقوف على إمكانيات فريقنا، أما اللاعبات فقد اكتسبن خبرات دولية جيدة من المباريات الودية. وبإيجاز، نحن مستعدون لتحدي البطولة." المجموعات المجموعة الأولى: الصين وأستراليا والبحرين المجموعة الثانية: كوريا الشمالية وتاييباي الصينية والأردن المجموعة الثالثة: كوريا الجنوبية وتايلاند وأوزبكستان المجموعة الرابعة: اليابان وإيران وجوام