نأى السائق الألماني نيكو روزبرج بنفسه عن الجدل القائم حول ترتيب السائقين بفريق مرسيدس مع استعداده لسباق الجائزة الكبرى الصيني الذي أحرز فيه لقبه الوحيد حتى الآن ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 قبل 12 شهرا. وكان لقب روزبرج في شنغهاي الموسم الماضي هو الأول بالنسبة لمرسيدس كفريق منفصل بفورمولا -1 منذ عام 1955 , وقد أكد السائق الشاب في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن هذا النجاح يزيد تعطشه لإحراز المزيد من الألقاب. وقال روزبرج: “كانت لحظات رائعة. كان أمرا فريدا أن تشارك فريقك وأصدقائك وأسرتك هذا الإحساس. إنك لا تنسى هذا النجاح أبدا كما أنه يجعلك متعطشا لتحقيق المزيد منه. وهذا ما يجعل منك سائق سباقات”. وأضاف: “آمل أن نتمكن جميعا من استعادة هذا الشعور قريبا. حققنا تقدما كبيرا على مستوى أسرع فرق البطولة. كنا قريبين من ريد بول في ماليزيا وعلينا أن نواصل التقدم”. ومنح اللقب الذي أحرزه روزبرج لمرسيدس في 2012 بعض الأمل للفريق الألماني وقتها , ولكن مرسيدس سرعان ما انهار وراء التوقعات الكبيرة من جديد خلال موسمه الثالث منذ استقلاله في 2010 . وكانت النتيجة هي تغييرات كبيرة في إدارة الفريق مع عدم تجديد عقد النجم الألماني مايكل شوماخر الحائز على لقب بطولة العالم سبع مرات , الذي حل محله النجم البريطاني لويس هاميلتون. وحقق هاميلتون , بطل العالم عام 2008 ,نتيجة جيدة قبل ثلاثة أسابيع عندما حل ثالثا في سباق الجائزة الكبرى الماليزي خلف بطل العالم الألماني سيباستيان فيتيل وزميله الأسترالي بفريق ريد بول مارك ويبر. وحل روزبرج في المركز الرابع بالسباق نفسه , فقط لأنه أطاع تعليمات فريقه بالبقاء خلف هاميلتون في المراحل الختامية من السباق رغم أن سيارته كانت أسرع من سيارة هاميلتون. ولم يشعر روزبرج بالسرور من هذه التعليمات ولكنه أيضا لم يفعل مثل فيتيل الذي تغاضى عن تعليمات فريقه المماثلة له ليتجاوز ويبر. وقال روزبرج: “كان سباق ماليزيا تجربة تعقل بالنسبة لي من جميع الجوانب. ولكن هذا الأمر أصبح من الماضي الآن. فقد ناقشنا الأمر داخل الفريق وانتهينا منه”. وأضاف: “كما أنني تعلمت عبر السنين أن أتجاوز انتكاساتي سريعا , وهذا الأمر يساعد كثيرا في مجال الرياضة لأنك تتعرض لانتكاسات طوال الوقت”. وأكد توتو فولف رئيس رياضة السيارات في مرسيدس أن فريقه “اتخذ قرارا تحفظيا” في ماليزيا لكي يضمن حلول سيارتي الفريق آمنتين في المركزين الثالث والرابع بالسباق. وتوقع ألا يتبقى لهذا الأمر أي ذيول بالفريق مصرا على أنه لا يوجد ترتيب للسائقين في مرسيدس. وقال فولف: “لا يوجد لدينا سائق أول وسائق ثاني في الفريق. سائقانا متساويان في الحقوق”. ويتقدم هاميلتون على روزبرج بفارق 13 نقطة في الترتيب العام للسائقين بعد خوض السباقين الأولين من الموسم الحالي , وهو ما يعتبر أمرا غير مألوف بالنسبة للسائق الألماني الذي أنهى المواسم الثلاثة الماضية متقدما على شوماخر. وأكد روزبرج 27″ عاما” أنه جاهز للتحدي سواء بالنسبة لنفسه أو للفريق. وقال روزبرج: “أتمتع بروح قتالية قبل سباق الصين. وأستشعر روحا خاصة في الفريق”. وأضاف: “إن المنافسة قوية للغاية , فلدينا حاليا سيارة أسرع كثيرا من سيارة 2012 . لذا لا نريد أن يبتعد متصدرو ترتيب بطولة العالم كثيرا عنا , بل إننا نريد تضييق الفجوة”. وستكون الصين هي المكان الأمثل لتضييق هذه الفجوة , فقد أحرز هاميلتون لقب السباق الصيني مع فريق ماكلارين في عامي 2008 و2011 . بينما حل روزبرج ثالثا في عام 2010 وخامسا عام 2011 بعدما ظل متقدما طوال هذين السباقين , قبل أن يحرز لقب السباق في الموسم الماضي. وقال روزبرج: “من الصعب تفسير الأمر , ولكن مضمار السباق يوجد به العديد من الإنعطافات شديدة الطول التي أحبها .. لاشك في أن أفضل ذكرياتي مع السباق تأتي من 2012 . لقد تقدمت هذا السباق خلال السنوات الثلاث الأخيرة وأحرزت اللقب في 2012″.