حاكم مصرف لبنان رياض سلامة

شدد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على "الحاجة إلى اعتماد مشروع نظام إقليمي لمقاصة المدفوعات العربية البينية وتسويتها، ونتائجها المرتقبة في تعزيز التدفقات والاستثمارات العربية البينية والاندماج المالي الإقليمي"، مشدداً على "أهمية حماية العملاء وتعزيز الشمول المالي والمصرفي للخدمات المالية وعلاقتها المباشرة مع الاستقرار المالي، آخذين في الاعتبار المخاطر الناشئة عنها".
وكان سلامة ترأس اجتماع الدورة السابعة والثلاثين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية الذي انعقد في أبو ظبي بع أن شارك أيضاً في اجتماع "مجلس الاستقرار المالي" في اسطنبول في بصفته رئيساً مشاركاً.
وعرض سلامة في كلمته الإفتتاحية في أبو ظبي، التطورات والتغيّرات الدولية والإقليمية، "التي تفترض إصلاحات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية كبيرة". وعرض معدلات النمو المقدرة للاقتصاد العالمي، مميّزاً بين "التحديات التي تواجه كل من الاقتصادات الناشئة"، و"الإصلاحات المطلوبة لتوفير نمو شامل وعميق، قابل للاستمرار".
واقترح سلامة مبادرات لتعزيز فرص التعاون والتكامل الاقتصادي الإقليمي، من تنويع قواعد الإنتاج والموارد الاقتصادية وتهيئة المناخ الاستثماري، إلى جانب تطوير النظم التعليمية مع تهيئة أسواق العمل لتوفير فرص عمل جديدة، خاصة بالشباب.
وعلى مستوى المصارف المركزية العربية، دعا سلامة إلى "ترسيخ ثقافة ومفاهيم الحوكمة والإفصاح والشفافية، وما يتطلبه مواكبة لذلك، القواعد القانونية والتشريعية والمؤسساتية الفاعلة". ولفت الى "أهمية حماية العملاء وتعزيز الشمول المالي والمصرفي للخدمات المالية وعلاقتها المباشرة مع الاستقرار المالي، آخذين في الاعتبار المخاطر التي قد تنشأ عنها والتي تضبط عن طريق تشريعات وأنظمة وأطر رقابية".
كذلك كرر "الحاجة إلى اعتماد مشروع نظام إقليمي لمقاصة المدفوعات العربية البينية وتسويتها، ونتائجها المرتقبة في تعزيز التدفقات والاستثمارات العربية البينية والاندماج المالي الإقليمي".
وفي سياق تبادل الخبرات، عرض سلامة أسباب مناعة القطاع المصرفي والمالي اللبناني وتقيّده الصارم بالمعايير والمواصفات الدولية المصرفية والمحاسبية. كما لخّص بعض المبادرات التي أطلقها مصرف لبنان والتي أنتجت معدلات نمو بمعدل 2 في المئة إضافية للناتج المحلي الإجمالي، وتوسيع الهندسات المالية لتشمل اقتصاد المعرفة لتطلق مؤسسات جديدة تعنى بالإبداع والابتكار وتوفر فرص عمل إضافية.
في اسطنبول
كذلك شارك سلامة في اجتماع مجلس الاستقرار المالي الذي عُقد في اسطنبول، بصفته رئيساً مشاركاً لمنطقة دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع حاكم البنك المركزي التركي أرديم باشجي.
وتمحور النقاش حول الاستقرار المالي لدول المنطقة، ومراجعة القواعد المعتمدة في تحديد تعويضات مدراء المؤسسات المالية، واستراتيجيات رقابة كبرى المؤسسات المالية، وتطوير الرقابة على تداول المشتقات المالية وأسواقها، وأخيراً التطورات الحاصلة في أسواق تأمين المنطقة.