موسكو - صوت الإمارات
أكد الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، كيريل ديميتريف، أن اقتصاد دولة الإمارات المرن، ونجاحها في تنويع اقتصادها، سيجعلانها قادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية.
وعبر ديميتريف، خلال لقائه وفداً إعلامياً إماراتياً في العاصمة الروسية موسكو، أخيراً، عن إيمانه بأن دولة الإمارات ستكون مركزاً مهماً في مجال الفضاء، مشيراً إلى وجود فرصة مهمة للمستثمرين الإماراتيين في «مشروع روسيا الوطني»، الذي ستضخ فيه روسيا 200 مليار دولار في البنية التحتية والقطاع الصحي وقطاعات أخرى.
استثمارات ومشروعات
وتفصيلاً، أكد الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، كيريل ديميتريف، خلال لقائه وفداً إعلامياً إماراتياً في العاصمة الروسية موسكو، أخيراً، أن دولة الإمارات وروسيا تتمتعان بعلاقات استراتيجية تنمو بشكلٍ هائل. وأوضح أن أحد الطرق لتوضيح هذه الشراكة الاستراتيجية يتمثل في الاستثمارات، إذ شكلنا شراكة جيدة جداً مع شركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، التي تعد من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، واستثمرنا معاً أكثر من 45 صفقة، تم القيام بها في روسيا حتى اليوم.
ولفت إلى أن استثمارات الصندوق وشركائه تمثل أكثر من 90% من الاستثمارات المباشرة، كما أن أكثر من 60% من استثمارات المشروعات في روسيا، هي مع «مبادلة»، لكونها الشريك الاستثماري الأكثر نشاطاً.
وتابع: «هذه الشراكات تعتبر حاسمة للغاية لنمو الاقتصاد الروسي، الذي حقق عائدات جيدة للغاية مع تعافيه»، لافتاً إلى الأوقات الصعبة التي مر بها الاقتصاد الروسي.
وأضاف: «الطبيعة الاستراتيجية للعلاقة استثمرناها بشكلٍ مشترك، ومن ذلك الطائرات المروحية، إذ تعد روسيا رائدة عالمياً في تصنيع المروحيات، إضافة إلى شركة (سيبور)، التي تعتبر أكبر شركة بتروكيماويات في روسيا، ووفرت 20 ألف وظيفة، فضلاً عن استثمارات في الرعاية الصحية والتكنولوجيا»، مشيراً إلى أن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي استثمر بصورة إجمالية نحو 1.5 تريليون روبل، أي ما يعادل 27 مليار دولار في الاقتصاد الروسي.
تعاون استثماري
تابع ديميتريف: «نؤمن بأن التنمية الاقتصادية والعلاقة بين الإمارات وروسيا مهمة جداً، ونرى أن هناك فرصة أكبر للتعاون، وهناك خطة لقاء بين قيادتنا وكبار رجال الأعمال من روسيا، وكبار رجال الأعمال من دولة الإمارات، لنرى كيفية تعزيز التعاون الاستثماري».
ولفت إلى تعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، في مشروع مشترك، إضافة إلى غيرها من الشراكات الروسية الإماراتية، التي ستستفيد من نمو الاقتصاد الإماراتي. وقال: «نتطلع إلى تطوير العلاقات مع جهاز أبوظبي للاستثمار، ومع شركة موانئ دبي العالمية، للعمل على مشروعات خارج روسيا».
مركز تكنولوجي
وأكد ديميتريف أن التكنولوجيا مجال آخر للتعاون المشترك بين الدولتين، مشيراً إلى أن دولة الإمارات من الدول المتقدمة للغاية في مجال التكنولوجيا، وتجذب الكثير من أفضل شركات التكنولوجيا في المنطقة، وأصبحت مركزاً للتكنولوجيا في الشرق الأوسط.
وتابع: «تركز الكثير من استثماراتنا على التكنولوجيا، ونريد تطبيق الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية، إذ نعمل على تحسين علاج السرطان، وتطبيق الذكاء الاصطناعي على علم الوراثة، وغيرها من المجالات التي نعتقد أن رهان التعاون عليها وثيق للغاية. كما أن هناك مقترحات للتعاون في مجال إنتاج الطاقة النووية».
مجال الفضاء
وحول مجال الفضاء، أكد ديميتريف وجود تعاون مشترك، خصوصاً أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء يتطور بشكلٍ سريع، إذ تدربت مجموعة من المتخصصين فيه بروسيا، كما أن هناك تعاوناً لمشروعات متخصصة تتم مناقشتها، أبرزها إطلاق قمر اصطناعي من الإمارات. وقال: «نحن مؤمنون بأن دولة الإمارات ستكون مركزاً مهماً في هذا المجال».
مشروع روسيا الوطني
وتحدث ديميتريف عن «مشروع روسيا الوطني»، الذي سيحقق قفزة كبيرة إلى الأمام، وستضخ فيه بلاده 200 مليار دولار في البنية التحتية والقطاع الصحي وقطاعات أخرى، مشيراً إلى أنه يعد فرصة جيدة ومهمة للمستثمرين الإماراتيين.
وأضاف: «نتطلع كذلك إلى تعاون تعليمي جيد بين الإمارات وروسيا، وأنا أعلم أن جامعة موسكو الحكومية تتعاون عن كثب مع الجامعات في الإمارات، ولدينا تبادل ثقافي كبير، كما أن متاحفنا ترغب في فتح معارض في الإمارات، وأنا معجب جداً بما فعلته الإمارات في المجال الثقافي، الأمر الذي تترجمه أرقام السياحة، وجزء منهم سياح روس».
الاقتصاد العالمي
ولفت ديميتريف إلى مخاطر تتربص بالاقتصاد العالمي، وأمور غير متوقعة قد تحدث، فضلاً عن وجود تباطؤ في نموه، ناجمٌ عن الحرب الاقتصادية والأحداث العالمية التي تزيد من هذا الخطر.
وأكد أن اقتصاد دولة الإمارات المرن، ونجاحها في تنويع اقتصادها، سيجعلانها قادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية، أسوة بتجربتها السابقة، فاقتصادها مرن، ولم تتأثر كثيراً بانخفاض أسعار البترول. وكذلك الحال بالنسبة لروسيا التي تجاوزت الأزمة، ولذلك سيكون تعاوننا مهم لمواجهة القادم في الاقتصاد العالمي.
قد يهمك ايضاً :
بيانات رسمية تكشف عن أزمة كبيرة تواجهها تركيا بسبب "الديون الخارجية