دبي - صوت الإمارات
عقدت مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مراجعة التصميم الأوّلي للمهمة خلال الأيام الثلاثة الماضية (19-21 فبراير)، وذلك لمراجعة التصاميم الأولية الخاصة بالمهمة، والتي تعتبر مرحلة رئيسية في ضمان نجاح وأمان المهمة الفضائية، إلى جانب تسليط الضوء على آخر التفاصيل والمستجدات حول المهمة.
قال سالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: «إنَّ دولة الإمارات تسهم اليوم بدور حاسم في تشكيل ملامح خريطة استكشاف الفضاء العالمية، من خلال تبنيها لمهمات ذات طموح عالٍ وتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في مهماتها الفضائية»، مضيفاً: «إنَّ المرحلة النهائية من تصميم مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمثل أكثر من مجرد خطوة تقنية، حيث تعكس رؤيتنا الاستراتيجية والتطوير المستمر، بما يدعم تحقيق أهدافها العلمية، وتعزيز مكانتنا كرواد في هذا القطاع الحيوي».
وتابع: «نؤكد التزامنا بالمضي قدماً نحو تحقيق إنجازات تسهم في دفع عجلة التقدم العلمي للبشرية، وتحفيز جيل جديد من العلماء والمستكشفين لمواصلة مسيرتنا نحو النجوم، إلى جانب التوسع في الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات العلمية والأكاديمية محلياً وعالمياً، بما يثري مهمتنا بالمعرفة والموارد التقنية المتوفرة، ويعزز من فرص نجاحنا في المهمات الحالية والمستقبلية».
وشارك في سلسلة الاجتماعات، الفريق العلمي لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات وقيادات وموظفو وكالة الإمارات للفضاء، إلى جانب الشركاء الاستراتيجيين وشركاء المعرفة والشركات والمؤسسات من القطاعين الخاص والحكومي على الصعيد الوطني.
وتمتد المهمة على مدار 13 عاماً، تنقسم على 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي تنتهي مع الكويكب السابع «جوستيشيا». وستحمل مركبة «MBR إكسبلورر»، مجموعة من الأجهزة العلمية المتطورة التي ستعمل معاً لتحقيق الأهداف العلمية للمهمة. وتتمحور أهداف المهمة حول معرفة أصول وتطور الكويكبات الغنية بالمياه وتقدير إمكانية استخدام الكويكبات كالموارد لمهمات استكشاف الفضاء في المستقبل. ستقوم المهمة بقياس تكوين السطح والجيولوجيا والكثافة الداخلية للعديد من الكويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي، بالإضافة إلى قياس درجات الحرارة والخصائص الفيزيائية الحرارية على الكويكبات المتعددة لتقييم تطور سطحها وتاريخها.
من جانبه، أوضح محسن العوضي، مدير مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، «أن الفريق الوطني المشارك في المهمة يتضمن أعضاء من خريجي أكاديمية الفضاء الوطنية، إحدى مبادرات صندوق الفضاء الوطني، والتي تسهم بدور محوري في تعزيز استدامة برامج الفضاء الوطنية وتعزيز تنمية رأس المال البشري»، مضيفاً: «إن هذا التوسع في أعضاء الفريق يأتي في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لتعزيز قدراتها في مجال علوم الفضاء واستكشافه، بالاعتماد على الاستثمار في الكوادر الوطنية وتطوير مهاراتهم العلمية والتقنية». وتابع: «إن عدداً من الشركات الوطنية ستقود تصميم مركبة الهبوط على كويكب جوستيشيا، ومن بينها شركات سبيس 971، و«سديم» لحلول الفضاء، مما يعزز التعاون الوطني ونقل وتبادل المعرفة»، مضيفاً: «إن هذا التعاون المشترك سيعزز القدرات والإمكانات المستقبلية لقطاع الفضاء على الصعيد الوطني، إلى جانب دعم وتحسين قدرات التصنيع والتطوير المحلية وخلق فرص جديدة للقطاع الخاص».
ورشة
منذ الإعلان عن المهمة، استضافت وكالة الإمارات للفضاء ورشة عمل بعنوان «الفضاء.. عالم من الفرص»، ضمن سلسلة من ورش العمل المحلية والدولية، والتي جذبت اهتماماً كبيراً بمشاركة أكثر من 160 مشاركاً من مختلف أنحاء الدولة، حيث ساهمت في تسليط الضوء على الفرص المتاحة للشركات ضمن المهمة.
كما شاركت وكالة الإمارات للفضاء في اجتماعات الدورة الحادية والستين للجنة الفرعية العلمية والتقنية التابعة للجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية «كوبوس» في فيينا، حيث استعرضت أبرز إنجازات قطاع الفضاء الإماراتي، وذلك عبر تسليط الضوء على جهود دولة الإمارات في تطوير برنامجها الفضائي.
وتطرقت خديجة راشد الظنحاني، أخصائي أبحاث استراتيجية في وكالة الإمارات للفضاء إلى مبادرة «قمة قادة الفضاء للمناخ»، ومؤتمر «الفضاء من أجل الاستدامة»، التي نظمتها الوكالة على هامش مؤتمر الأطراف كوب 28، بالإضافة إلى مشاريع الإمارات الاستكشافية مثل مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، ومشروع البوابة القمرية، والتي تهدف إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي في مجال الفضاء، وضمان التنمية المستدامة لتكنولوجيا الفضاء.
كما قدم سلطان محمد الزيدي، مهندس أول تطوير مشاريع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء، عرضاً تقنياً ناقش خلاله استخدام تكنولوجيا الفضاء لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وسلط الضوء على مشروع مجمع البيانات الفضائية، الذي يهدف إلى تحفيز الابتكار وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع التعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية من خلال مبادرات البرنامج الأساسية مثل مركز البيانات العلمية مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وبرنامج ساس للتطبيقات الفضائية، ومنصة تحليل البيانات الفضائية.
كما تنظم وكالة الإمارات للفضاء 10 فبراير لمدة يومين ورشة عمل بعنوان «تصميم الحمولات» تحت شعار «الفضاء من أجل كوكب الأرض» بالتعاون مع شركة Metavisionaries وشركة Space Applications Services، بالإضافة إلى معهد بوتنر للأبحاث بجامعة أكسفورد، حيث تركز الورشة على كيفية الاستفادة من البيئة الفضائية، خاصة في المدار الأرضي المنخفض لتعزيز استكشاف الفضاء وتحسين جودة الحياة على الأرض.
وتناقش الدورة موضوعات عدة تخص تصميم المركبة الفضائية وحمولة المهمات، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتصميم المهام الفضائية، واقتصاد الفضاء الحديث، كما سيتاح للمشاركين فرصة الاستفادة من خبراء في مجال الفضاء لمناقشة أهمية الفضاء في الاستكشافات والتحديات التي تواجه أبحاثه، وتعزيز مستويات الاستعداد التكنولوجي.
قد يهمك ايضاً