منزل صغير لا يتسع لدخول بعوضة

أخذ العلماء اتجاه المنازل الصغيرة إلى مستوى جديد كليًا, وباستخدام نظام جديد من الجسيمات النانوية، قام العلماء الفرنسيون ببناء "منزل صغير" فوق ألياف بصرية رقيقة مثل شعرة الإنسان، التي يبلغ سمكها 75 ميكرونًا, ويبلغ طوله 20 ميكرومتر فقط ، لكنه يحتوي على العديد من التفاصيل الدقيقة بشكل مذهل، بما في ذلك الباب الأمامي والنوافذ وحتى السقف المكسو بالبلاط.

ابتكار منزل باستخدام مزيج من الروبوتات النانوية والأوريغامية:
قام فريق من العلماء الفرنسيين من معهد Femto-ST بتفصيل عملية إنشاء المنزل الصغير في دراسة جديدة نُشرت يوم الجمعة في جريدة Vacuum Science & Technology A, يستخدم النظام الجديد الجسيمات النانوية، المسمى μRobotex، مجموعة من التقنيات، بما في ذلك روبوت صغير قابل للمناورة، وحزمة أيونية مركزة وجهاز حقن غاز, لإنشاء هذا المنزل الصغير، استخدم العلماء مزيجًا من الروبوتات النانوية والأوريغامية.

منزل يمكن طيه على غرار فن الأوريجامي:
قال العلماء إن عملية بناء البيت الصغير لا تختلف عن "صنع نرد عملاق من قطعة ورق", وتعمل حزمة أيون مركزة مثل المقص، لرسم وتقطيع شكل المنزل, ثم تطوى الجدران في موضعها من خلال عملية تسمى "sputtering" ، حيث يتم طي الجسيمات الرقيقة من المواد مثل المعادن أو البوليمرات، على غرار فن الأوريجامي، يلصق نظام حقن الغاز حواف الهيكل معًا بحيث يمكنه الحفاظ على شكله, يعمل الروبوت بدقة فائقة تصل إلى أقل من 2 نانومتر, وبالنسبة للتجربة، اقتصرت مهمة رشاش الأيونات على التركيز على مساحة 300 ميكرومتر فقط بمقدار 300 ميكرومتر، حيث اضطرت إلى إطلاق أيونات بدقة على طرف الألياف, والميكرومتر هو واحد فقط من المليون من المتر.

يمكن الاستفادة منه في الكشف عن مستويات الإشعاع أو الجزيئات الفيروسية:
وقال جين اإيف راوخ، وهو مؤلف في الصحيفة: "إنه أمر صعب للغاية أن نجرب الروبوت بدقة عالية عند هذا المنعطف بين العمودين", وقال العلماء إن العديد من الخطوات آلية بالفعل، لكنهم يأملون في جعل العملية بأكملها تتم بشكل آلي في وقت قريب, وفي نهاية المطاف، قد يكونوا قادرين على بناء هياكل أصغر في نهايات الأنابيب النانوية الكربونية التي يتراوح قطرها بين 20 و 100 نانومتر فقط, وأشارت الدراسة إلى أنه "مع هذا التقدم، يمكن إدخال ألياف بصرية رقيقة مثل شعر الإنسان في أماكن لا يمكن الوصول إليها مثل المحركات النفاثة والأوعية الدموية للكشف عن مستويات الإشعاع أو الجزيئات الفيروسية".