واشنطن ـ رولا عيسى
تأتي الإشارات القديمة التي انبثقت بعد الانفجار العظيم، طبقا لحسابات العلماء، من الظواهر الكونية المفقودة منذ زمن طويل والتي تعرف باسم "oscillons"، وهي مصادر موجة الجاذبية التي نشأت بعد كسور من الثانية بعد ولادة الكون، وفي حين اختفت "oscillons" منذ ذلك الحين، لم تختفي موجات الجاذبية، وأكّد الباحثون أنه يمكن استخدامها للنظر إلى مزيد من تاريخ الكون.
ووجد الباحثون في هذه الدراسة أن الإشارات الصادرة من "oscillon" تبدو بمثابة الذروة في طيف واسع من موجات الجاذبية، ما يكشف عن إشارة أقوى بكثير مما كان متوقعًا في السابق، ويبحث ويحقق علماء الفيزياء النظرية من جامعة بازل ما يعرف بالخلفية العشوائية لموجات الجاذبية، التي تتكون من عدد كبير من مصادر التداخل.
وأوضح الباحثون بعد حساب نطاقات التردد المتوقعة وشدة الموجات، أن الكون كان ساخنًا، ويتكوّن فقط، من منطقة كثيفة صغيرة، وكشف البروفيسور ستيفان انتوسش، أن الكون كان علي شكل كرة كل شيء بها مضغوط في مساحة صغيرة، مما جعله مضطربًا للغاية، وبعد الانفجار الكبير، يعتقد أن الكون كان يسيطر عليه جسيمات تسمى "inflaton"، هذه الجسيمات شهدت تقلّبات لها خصائصها الخاصة"، وأحد الأمثلة على ذلك هو كتل "oscillon" التي تتأرجح في مجال "inflatons" ومتمركزة في الفضاء، ووفقا للباحثين، يمكن اعتبار "oscillons" موجات دائمة، فعلى الرغم من أن "oscillons" قد توقفت منذ فترة طويلة في الوجود، إلا أن موجات الجاذبية التي تنبعث منتشرة في كل مكان ويمكن استخدامها لمواصلة النظر في الماضي من أي وقت مضى.
وأجرى الباحثون محاكاة عددية، سمحت لهم بحساب شكل إشارة "oscillon"، وأشار ستيفان إلى أنه "لم نكن نظن قبل حساباتنا أن "oscillons" يمكن أن تنتج مثل هذه الإشارة القوية بتردد معين، وستكون الخطوة التالية هي إثبات وجود إشارات، كما يقولون، باستخدام أجهزة الكشف.