باريس ـ مارينا منصف
أسفرت أنواع من الدبابير عن مقتل ستة أشخاص في فرنسا وتدمير إنتاج العسل؛ إلا أنّه حاليًا، يمكن مواجهة تلك الدبابير من خلال اكتشاف زهرة آكلة للحوم تتغذى على الحشرات الضخمة، حيث تجذب الزهرة الدبابير قبل أن تلتهمها، وربما يساعد هذا الاكتشاف في التصدى لخطر الدبابير الأسيوية التي تستعمر مساحات واسعة من الريف الفرنسي منذ وصولها من الصين قبل 11 عامًا، ويخشى أن يمتد وصولها إلى بريطانيا.
ويقال إن الحشرة اللادغة صفراء القدمين يمكن أن تؤدى إلى ردود فعل تحسسية قاتلة فيما يشبه غرس مسمار ساخن في الجسم، كما أنها تهاجم خلايا عسل النحل ما يؤدي إلى انخفاض إنتاج العسل، وتم تحذير النحالين البريطانيين من احتمال قدوم هذه الحشرات إليهم، والآن، ربما يكون لديهم وسيلة للتصدى لها.
وعندما فتح عالم النبات الفرنسي روماريك بيروشوي، ساق زهرة ساراكينيا، كان مذهولًا عندما وجدها تمتلئ بالدبابير الميتة، وأظهر مزيدًا من الفحص أنّ الدبابير الأسيوية ربما تكون وجبة شعبية لهذه الزهرة التي تنبت في حدائق نانتيس؛ إلا أنّ النحل والدبابير الأوروبية لم تتم محاصرتها من هذه الزهرة ونشأتها الأصلية في أميركا الشمالية.
وأشار بيروشوي إلى أنّ هذه الزهرة تعتبر فخًا انتقائيًا للغاية للدبابير الآسيوية الأصغر حجمًا؛ لكنها أكثر عدوانية من غيرها، ويمكن للزهرة الواحدة صيد 15 دبورًا أسيويًا كما يمكنها إلتهام ما يصل إلى 50 دبورًا أسيويًا، ويعتقد بأن الدبابير تنجذب إلى هذه الزهرة من خلال رحيقها و مادة "فيروموني" الكيميائية التي تطلقها، وتسقط الدبابير في الزهرة التي تشبه البوق ويتم هضمها من عصائر الزهرة.
ومن خلال تعلم المزيد حول كيفية جذب الزهرة للدبابير حيث موضع وفاتها فيمكن تطوير مواد كيميائية تعتبر في مثابة فخ لها، وحتى يتم ذلك ينصح بيروشوي، النحالين في زراعة هذه الزهرة حول خلايا النحل قائلًا: إنها سهلة الزراعة وليس هناك مخاطر من انتشارها، ويذكر أنّ هذه الحشرات الضارة لم تصل إلى بريطانيا حتى الآن؛ ولكن وزارة "البيئة" هناك تضع خطوة للتصدى لها فور وصولها.