انتعاش الفراشات البريطانية الزرقاء أكثر الأنواع المهددة بالانقراض

أزدهرت مرة أخرى الفراشات البريطانية الزرقاء التي كانت مهددة في السبعينيات بالانقراض بعد جهود محلية، وعلى الرغم من أن عدد من الفراشات جاب المدينة هذا العام بسبب الجو الندي، فإن الفراشات الزرقاء سجلت أعلى تواجد لها على مر 80 عاما، وإذا استمرت الظاهرة، فإن الفراشات المهددة بالانقراض يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل الانقراض ويمكن إزالتها من القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وهو النوع الوحيد من الفراشات البريطانية الموجودة في القائمة، وحلقت الفراشات في جنوب غرب إنكلترا، وحوالي 60% من مجموع الفراشات يعيش الآن في المحمية الطبيعية جلوشيتسرشير وسومريست، حيث حققت هذه إدارة المحمية نتائج ناجحة.

تم تسجيل 10 آلاف فراشة هذا العام، ووضعوا أكثر من ربع مليون بيضة في زهور الزعتر والمردقوش، ما رفع الآمال بشأن زيادة أعدادها في السنوات المقبلة، وأكد المدير التنفيذي للمحمية الطبيعة  جلوشيتسرشير: "إنها أخبار مبهجة بشأن الفراشة التي كانت مهددة بالانقراض عالميا والتي إعادة دورة حياتها شكلت تحدي للمحمية"، وأضاف: "التنظيف والرعاية الفائقة بالمحميات الغنية بالأزهار البرية تعد مفتاح ضمان مستقبل هذه الحشرة الجميلة، ويمكن للغدارة الخاصة أن تساعد عدد ضخم من النباتات والحشرات البرية للإزدهار".

ولاحظ خبراء الحفاظ على البيئة انخفاض كبير في الفراشات الزرقاء فيما بين عامي 1900 و 1950، بوجود 100 ألف فراشة فقط في بريطانيا، وعلى الرغم من الجهود لانقاذها، فقد تأكد انقراضها في بريطانيا في 1979. ولكن في 1984 اكتشف العلماء فراشة نجت في عش أحد أنواع النمل الأحمر. وهذه اليرقة كانت تصدر روائح وأصوات خدعت النمل الأحمر وجعلته يظن أنها يرقة من يرقات النمل الأحمر، فحملت مع الأجنة تحت الأرض، وبعد قضاء 10 شهور تتغذى على اليرقات قبل التشرنق في العش في العام الذي يليه، ثم زحفت على سطح الأرض كما كانت تزحف الفراشات. ومع أن إدارة الريف في القرن العشرين عدلت من إستراتيجيتها بجعل العشب أطول مما كان، جعل النمل الأحمر يكافح من أجل البقاء، ففقدان النمل الأحمر يعني أن الفراشات لا يمكن أن تحافظ على بقائها ويتقلص عددها، ولكن جهود إدارة الحفاظ على البيئة أدت إلى إعادة بناء ممالك الحشرات، وفي العام الماضي فقط زادت الأعداد حتى 74% في بعض المناطق. 

وكشف رئيس الجمعية المليكية للحشرات ورئيس اللجنة المشتركة لانقاذ الفراشات الزرقاء، جيرمي توماس: "نجاح هذا المشروع نتاج لتعاون كبير بين خبراء الحفاظ على البيئة والعلماء والمتطعون الذين استطاعوا أن يحققوا هذا الانجاز"، وأضاف: "أفضل ناتج توصلنا إليه أننا نستطيع أن نعكس المنحني من الانخفاض للعكس بشأن الأنواع المهددة عالميا، بفهم العوامل الدافعة".

واستطاعت إدارة المحميات أن تنقذ الفراشات الزرقاء، كما أنها ساعدت لعى بقاء أنواع أخرى لتزدهر في الجنوب الغربي، من ضمنهم الذباب والضفاع والأزهار السحلبية. والحشرة الطائرة الصغيرة التي كانت موجودة في مدينة دونلاند فيلا تكاثرت بشرعة في العامين الماضيين، بعد أن أوشك انقراضها منذ خمسين عاما  وحتى عام 2000، وسجلت أعداد الفراشات البنية التي تعيش في المراعي والفراشات البيضاء رخامية اللون أعلى وثاني أعلى رقم قياسي سجل من عقود. 

وأوضح مدير الاحتياطات بمحمية سوميرست، مارك غرين، أن الأرقام المدهشة التي حققتها الفراشات البيضاء هذا العام تظهر ما يمكن تحقيقه عبر التعاون الوثيق وعبر إدارة حفظ التوازن البيئي، بالغضافة للدعم العلمي، وأضاف: "أعداد الفراشات انخفضت بشكل ملحوظ العامين الماضين بسبب الاحوال الجوية غير المواتية، ولكن بفضل شركاء المش روع وإنشاء وصيانة عدد من المواقع الاساسية جيدة الاتصال، عادت الفراشات غإلى معدلاتها الطبيعية"، واختتم كلامه قائلا:" أنا فخور بكوني جزء من هذا المشروع الذي حقق نجاحا باهرا، والذي منحني الأمل في إمكانية رفع معدل أعداد أنواع أخرى".