بكين ـ مازن الأسدي
ينتشر التلوّث البلاستيكي في جميع أنحاء العالم، ووفقا إلى دراسة جديدة يظهر التلوث بجسيمات البلاستيك الصغيرة في البحيرات والأنهار في المملكة المتحدة، وفي المياه الجوفية في الولايات المتحدة وعلى طول نهر اليانغتسي في الصين وساحل إسبانيا، ومن المعروف أن البشر يستهلكون جسيمات البلاستيك الصغيرة عن طريق الطعام والشراء، لكن الآثار الصحية المحتملة على البشر والنظم البيئية لم يتم تحديدها بعد.
ووجدت إحدى الدراسات، في سنغافورة، أن اللدائن الدقيقة للبلاستيك يمكن أن تؤوي الميكروبات الضارة، وكشفت الدراسة الجديدة في المملكة المتحدة أن هناك تلوثا بالجسيمات الصغيرة للبلاستيك في كل البحيرات والأنهار والخزانات التي أخذت عينات منها، حيث تم العثور على أكثر من 1000 قطعة صغيرة من البلاستيك لكل لتر في نهر تامي، بالقرب من مانشستر، والذي تم الكشف عنه العام الماضي باعتباره أكثر الأماكن تلوثا في العالم، حتى في الأماكن النائية مثل شلالات دوشارت ولوخ لوموند في أسكتلندا، حيث تم العثور على قطعتين أو ثلاث قطع لكل لتر.
اقرا ايضا شركات الألبان واللحوم تُسهم في التلوّث العالمي بحلول عام 2050
وقال كريستيان دن من جامعة بانغور في ويلز والذي قاد فريق الباحثيين: "نتائج الدراسة كانت مذهلة.. لم أكن أتوقع أن نصل إلى هذه الاكتشافات"، وأضاف: "من المحزن أن نجد التلوث في بعض المواقع الأكثر شهرة في بلادنا حيث يتم العثور على البلاستيك الدقيق في كل مكان لكننا لا نعرف المخاطر التي قد يشكلها.. لا فائدة من العودة إلى الوراء 20 عاما لو أننا أدركنا فقط مدى سوء الأمر، لكن الآن نحن بحاجة إلى مراقبة مياهنا، والتفكير، كدولة وعالم، كيف يمكننا خفض اعتمادنا على البلاستيك".
ووجدت الدراسة أن نهر التايمز في لندن يحتوي على نحو 80 جزيئا من اللدائن الدقيقة لكل لتر، وكذلك نهر سيغين في شمال ويلز كما كان نهر بلاكووتر في إسيكس يحتوي على 15 جزيئا لكل لتر، بينما تحتوي بحيرة السووتر على 30 جزيئا لكل لتر.
وثبُت أن الجزيئات الدقيقة تضر بالحياة البحرية عندما تمتزج مع الطعام وتدخل أجسام الحيوانات البحرية، وهو ما تمت دراسته في أبحاث بريطانية حديثة، ويقول جوليان كيربي، وهو أحد الناشطين في مجال البلاستيك في مؤسسة "أصدقاء الأرض" الذين ساعدوا في جمع عينات المياه من أجل الدراسة الجديدة في المملكة المتحدة: "تم العثور على جزيئات البلاستيك في أنهارنا وأعلى جبالنا وأعماق محيطاتنا وهو أمر مذهل حقا ما يعني أن التلوث بجزيئات البلاستيك موجودا في كل مكان"، وحث البرلمانيين على دعم التشريعات "للحد بشكل كبير من تدفق التلوث البلاستيكي الذي يفسد البيئة".
ووجد بحث أجرته جامعة سنغافورة الوطنية أن أكثر من 400 نوع من البكتيريا توجد في 275 قطعة من اللدائن الدقيقة التي تم جمعها من الشواطئ المحلية، وشملت هذه البكتيريا أنواعا تسبب الالتهابات المعوية والتهابات الجروح لدى البشر، فضلا عن تلك المرتبطة بتبييض الشعاب المرجانية، وتم العثور على جزيئات بلاستيكية أصغر من 5 مم في الحجم، وتم العثور عليها أيضا تحت الأرض في طبقات من الحجر الجيري في ولاية الينوي الأميركية، عند مستوى 15 جسيما لكل لتر، ويوفر هذا النوع من مصادر المياه الجوفية نحو ربع مياه الشرب في العالم.
قد يهمك ايضا
إجراءات وقائية لمكافحة التلوّث البحري نتيجة السفن
زيادة حموضة المحيطات تُهدِّد الشّعاب المرجانية بالتحلّل