صنعاء ـ عبد الغني يحيى
أُضيف اثنان من أشبال النمر العربي حديثًا إلى حديقة الحيوان في اليمن الذي مزقته الحرب حيث تنخفض الإمدادات للغاية وتقع الحيوانات على بعد أيام من النفوق جوعا، وتعلقت حياة الأشبال بخيط رفيع بعد أن أوضح نشطاء الإمدادات الغذائية في حديقة الحيوان في تعز جنوب اليمن أنّ الإمدادات ستنفذ في غضون أسبوع، وتعد حديقة حيوان تعز حاليًا موطنًا لـ 26 من النمور العربية فيما تعتبرالأشبال الباقية على قيد الحياة هي الأهم لهذه الأنواع، وتبقى 80% من النمور على قيد الحياة في البرية، وفي ظل خوض اليمن لحرب أهلية تزداد المخاوف من أن تموت الحيوانات جوعًا.
وتبقى الأشبال المولودة للنمر Fedhah تحت الحراسة على مدار الساعة بعد فقدان مجموعتين سابقتين من الأشبال والتي وُلدت في الأشهر الست الماضية، وبجانب الأشبال يعاني أيضًا 26 نمرًا بالغًا و19 ضبعًا وتمساحًا وقردة البابون وباقي القرود والطيور، ونجح جمع التبرعات في إطعام أكثر من 200 حيوان بعد إعلان الإفلاس في 2015 نظرًا لعدم وجود زوّار نتيجة الحرب، وذكر متحدث باسم حديقةSOS Zoo ومجموعة Bear Rescue التطوعية " نحاول بشدة إيجاد طريقة لإجلاء الحيوانات ولكن هناك العديد من التحدّيات، وفي غضون ذلك نحن بحاجة إلى جمع بعض الأموال حتى لا يموت الحيوانات جوعًا، نحن نحتفظ بهم على قيد الحياة منذ فبراير/ شباط ولكن نملك ما يكفي من المال لشراء الغذاء والماء لمدة أسبوع آخر فقط، ومع عدم وجود نهاية للحرب ونفاد الأموال ستواجه الحيوانات الجوع مرة أخرى، وفي ظل عدم وجود منظمة مستعدة للتدخل للمساعدة في منطقة الحرب الخطرة ينفد الوقت من الحيوانات، وكان ينبغي أن يكون وصول الأشبال الجدد سببًا للاحتفال إلا أن ميلادهم شابه الحزن بشأن مستقبلهم غير المؤكد".
وتصدّرت أنباء حديقة حيوان تعز عناوين الصحف في وقت سابق هذا العام عندما انتشرت صور مروّعة لنمر يأكل زميله الميت في ظل محاصرة الحيوانات في ظروف غير ملائمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت المأساة الإنسانية في اليمن منذ بدء الصراع المسلّح في مارس/ أذار 2015 ما ترك وراءه 21.2 مليون شخص ما يعادل 82% من السكان يحتاجون شكلا من أشكال المساعدة الإنسانية، وتعني هذه الأزمة أن حديقة الحيوان المهجورة والتي تضم 280 حيوانًا أصبحت محور جهود جماعات الإنقاذ في حديقة الحيوان والمتطوعين المحليين، ويأمل النشطاء على المدى الطويل في إجلاء الحيوانات إلى ملاجئ أو محميات للحياة البرية في أفريقيا أو الإمارات العربية المتحدة لكنهم أوضحوا أن الحصار الحالي والعمليات العسكرية تعني في الوقت الحاضر أنه من المستحيل إخراج الحيوانات.
وأفاد المتطوعون أن الحد الأدنى للكمية المطلوبة أسبوعيًا لتغذية ورعاية الحيوانات آكلة اللحوم في الحديقة هي 2662 إسترليني، إلا أن الحكومة المحلية التي دفعت مسبقا لتغذية الماشية غير قادرة على تقديم أي دعم مالي، وتقول الحديقة وجماعةBear Rescue أنه تم الاتفاق على تعاقد مع منظمة محلية غير حكومية "Tamdeen Youth Foundation" في مارس للإشراف على توزيع الطعام وتنظيف أقفاص الحيوانات لكن الأموال تنفد، ويناضل مؤسس الحديقة وجماعة Bear Rescue شانتال جونكيرجو للحصول على تصاريح لإجلاء أشبال الفهد وغيرهم من الحيوانات في الحديقة إلى مكان آمن، مضيفا " نقاتل للحصول على تصاريح لإخلاء حديقة الحيوان لكننا نواجه العديد من العقبات حتى الآن".
وأوضح الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أنه لا بدّ من الحفاظ على هذه النمور للتكاثر المستقبلي بحيث تتعافى النمور وعددها 80 فقط بمرور الوقت، وقضت اليمن 18 شهرًا ممزقة بفعل الحرب الأهلية مع استمرار العنف بين قوات المتمردين الحوثيين وأنصار الحكومة المؤيدين لعبد ربه منصور هادي الذي تسلّم السلطة من الرئيس السلطوي الذي استمر لفترة طويلة علي عبد الله صالح، وقٌتل أكثر من 6800 شخص وأصيب آلاف الناس في القتال الذي اندلع منذ مارس/ أذار 2015 ولم تظهر علامة تشير إلى نهايته، حيث يستغل المسلحون الجهاديون من تنظيم القاعدة وفروعهم المتنافسة بما في ذلك تنظيم داعش الاضطرابات في البلاد في الجنوب، وانضمت حديقة الحيوان وجماعة Bear Rescue وجمعية A Lion's Heart لتقديم التماس إلى الأمين العام لمنظمة التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية للحصول على تصاريح طوارئ للحيوانات في تعز.