النشاط البشري خلق مجموعة من المعادن الجديدة

كشفت دراسة جديدة، أن التعدين وغيرها من الأنشطة البشرية صنعت أكثر من 200 من المعادن الجديدة، وأوضح الباحثون أن تقريرهم يدعم فكرة أننا في "عصر جديد للرجل" وهو معروف أيضا باسم عصر الأنثروبوسين، واستغرق الأمر 4.5 بليون عام من المزج لهذه العناصر لتتلاقى طبيعيا في مكان وعمق ودرجة حرارة معينة للسماح بتكوينها، وشكل هذا المزج أكثر من 5200 معدنًا معترفًا بها رسميا، ونشأت معظم هذه المعادن من خلال ما أسماه العماء "حدث الأكسدة الأعظم" قبل ملياري عام، ولكن في الورقة العلمية التي نشرت في مجلة "journal American Mineralogist"، وجد فريق الباحثين في مرصد "Deep Carbon" دليلا على وجود مجموعة متميزة.

ودرس الباحثون 208 من المعادن، التي أنتجت بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الأنشطة البشرية ومعظمها أنشيء في منتصف القرن 18، واقترح الباحثون أن هذا الاكتشاف يعزز فكرة الدخول إلى عصر جديد يتسم بتأثير الإنسان على بيئة كوكب الأرض، والذي يعرف باسم "الأنثروبوسين"، وهو حقبة جيولوجية مقترحة والتي ربما تدخل رسميا في المقياس المدى الزمني الجيولوجي، ونشأت معظم المعادن نتيجة الأنشطة البشرية من خلال التعدين، ووجد الكثير منها حول المصاهر في مقالب خام والجدران حول الأنفاق، ومن بين 208 من المعادن التي تم تحديدها يحتوي 29 منها على الكربون، وفي ظل نشأة ما يصل إلى 29 معدن من الأنشطة البشرية إلا أن 14 منها ليس لديهم حوادث طبيعية مسجلة.

وهناك نحو 12 معدن متعلقة بمناجم اليورانيوم، مثل معدن "andersonite"، ويوجد في الأنفاق في بعض مناجم اليورانيوم المهجورة في جنوب غرب الولايات المتحدة، وفي أماكن على طول جدران الأنفاق يصبح الحجر الرملي مشبع بالماء الذي يحتوي على عناصر تشكل قشرة جميلة من الأصفر والبرتقالي والبلورات الخضراء، ويصل سعر عينة من معدن andersonite إلى 400 استرليني من أحد هواة الجمع نضرا لبريقه الأخضر الزاهي تحت الضوء الأسود.

وأوضح قائد الدراسة، من معهد كارنيجي للعلوم في واشنطن العاصمة، الدكتور روبرت هازن، "استمر تطور المعادن طوال تاريخ الأرض، لنتخيل 250 عاما بالنسبة إلى 2 بليون عام، وهذا هو الفرق بين غمضة العين في ثلث من الثانية وشهر واحد، ببساطة نحن نعيش في عصر لا مثيل له من التنوع غير العضوي، وإذا كان حدث الأكسدة الأعظم هو حدث التشكيل في تاريخ الأرض فالأثر الجيولوجي السريع والواسع لعصر الأنثروبوسين يعد علامة تعجب".